رمضان في اليمن | تكافل إجتماعي فريد وإستغلال أمثل للشهرة “تفاصيل”.
يمن ماكس : خاص
مع حلول شهر رمضان المبارك يزداد التكافل الإجتماعي بين ابناء الشعب اليمني ، حيث تزدهر المساجد بموائد الإفطار الرمضانية التي تُعد خصيصاً ليتشارك في الإفطار الفقراء وميسوري الحال ، وتنقسم هذه الموائد بين موائد تعدها مؤسسات وجمعيات خيرية واخرى تُعد من قبل الاهالي ، فكل منزل يعد وجبة ويرسلها الى المسجد ، ليفطر الجميع في روحانية ووئام.
مبادرات إنسانية
الى جانب الموائد الرمضانية تتعدد المهام الإنسانية للمبادرات الشبابية والإنسانية ، وتنفذ المبادرات مشاريع إغاثية رمضانية كتوزيع السلات الغذائية على الاسر الفقيرة والمتعففة والاشد فقراً في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات المجاورة ، الى جانب توزيع التمور في الشوارع على المارة وسائقي السيارات ، ومن هذه المبادرات تتميز مبادرة “لك يا الله” التي ترأسها الشابة اليمنية احلام العزب ، وتنفذ هذه المبادرة عدداً كبيراً من المشاريع الانسانية والإغاثية في شهر رمضان المبارك وعلى مدار العام .
إستغلال الشهرة
الشهرة اما ان تكون نعمة او نقمه ، فالمشاهير في جميع دول العالم يستغلون شهرتهم في جني الارباح والأموال ، ولكن في اليمن يتم إستغلال الشهرة بشكل فريد ، حيث ينشط الممثل الكوميدي اليمني كمال طماح في المشاريع الإنسانية والخيرية ، ويستغل شهرته وحسابه في شبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك” ، التي وصل عدد متابعيها إلى اكثر من نصف مليون متابع ، في الاعمال الخيرية والإنسانية ، وتمكن طماح عبر شهرته من توفير اكثر من 1000 سلة غذائية وتوزيعها على الفقراء في شهر رمضان المبارك ، إلى جانب مواقفة الإنسانية العديدة وتبنيه لأفكار خيرية متميزة كحملة “اكرموهم” والتي سعى طماح من خلالها لنشر ثقافة إكرام الباعة المتجولين ومساندتهم بإعتبارهم يحفرون في الصخر لتوفير متطلبات حياتهم اليومية بالجد والإجتهاد.
من غياهب السجن يأتي الفرج
في هذا الجانب ستتفاجؤون كثيراً ، فالسجين عمار حسن الذي يقبع في احد السجون اليمنية لإرتكابه جريمة قتل عن طريق الخطئ ، تمكن وهو بداخل السجن من مساعدة ومساندة كم هائل من الحالات المرضية من فئة الفقراء ، ومن خلال حسابة على الفيس بوك ، يقوم عمار حسن بنشر تفاصيل عن حالة اي مريض او حالة إنسانية صعبة ، ويتفاعل مع منشوراته الملايين ، ويتكفل رجال الخير بالحلات الإنسانية .
عمار حسن مثال فريد من نوعه ، فغلى الرغم من كونه خلف قضبان السجن ، إلا ان محنته وسجنه لم يثنيانه عن مساعدة الأخرين ، ويُسخر جُل وقته وطاقته في خدمة الفقراء والمحتاجين في سبيل إغاثتهم والوقوف إلى جانبهم.
اكثر من اربعة اعوام مرت واليمن في حرب وقتل ودمار ، الا ان التكافل الإجتماعي يبقى السمة الأبرز للمجتمع اليمني ، الذي يُظهر كل يوم مدى ترابطه وتماسكه وتحديه لظروف الحرب الصعبة والقاهرة.