بعد ان فاجأته بإسعاف زوجته وتقديم الرعاية الصحية الكاملة لها : مواطن يمني مُقيم في قطر يكتب عن “كعبة المضيوم”.
يمن ماكس : خاص
اثناء سفره خارج دولة قطر تلقى الصحافي والإعلامي الرياضي اليمني المُقيم في قطر بشير سنان إتصالاً هاتفياً من زوجته افاد بتعرضها لوعكة صحية مفاجئة .
الزميل بشير سنان إستعان بالتكنلوجيا لتحديد اقرب مشفى من منزله وتواصل مع المستشفى ، والذي قام بدوره بإرسال سيارة الإسعاف لنقل زوجة سنان الى المستشفى وتأمين مربية لتمكث الى جانب الأطفال في المنزل ، في مشهد قل ماتشاهده في دول الخليج في تعاملهم مع المواطن اليمني الذي يعتبرونه اجنبي ، بينما قطر تقدم لهم المعاملة الطيبة وكأن اليمني ابن البلد.
الزميل بشير سنان كتب منشوراً عن الواقعة في حسابه الشخصي على شبكة التواصل الإجتماعي فيس بوك ، اثنى فيه على إنسانية دولة قطر قيادة وحكومة وشعباً وقال فيه “أتذكر أن زوجتي ” أجهضت” مولودا فوق سيارتي، وأمام عيناي في دولة “عربية” أخرى كنت أعمل بها بسبب عدم تقديم الإسعافات الأولية لها كوننا “أجانب” والمستشفيات الحكومية لا تقبل غير المواطنين.. وحتى المستشفيات الخاصة عجزت عن دخولها.. لعدم وجود طبيب مناوب لحالات الولادة الطارئة.
شبكة يمن ماكس الإخبارية تعيد نشر منشور الزميل بشير سنان
في ثاني يوم لوصولي العاصمة اللبنانية بيروت، رن الهاتف، وكانت زوجتي هي المتصلة -على غير العادة- كونها في “سفراتي” تستخدم برامج الإتصال العديدة للتواصل.. رددت عليها وهي تصرخ باكية “أني أموت حبيبي” ألم مفاجئ وغير طبيعي في الكلى…
تغيرت ليالي “بيروت” الجميلة حينها، واسودت الدنيا أمامي، لم أسمع منها ذلك الصوت الضعيف.. المنهك.. منذ زواجنا العام 2008.. إنها المرة الأولى التي لامس أنين وجعها “جوانحي” على ذلك النحو.. وزاده ألماً بعدي عنها، وعدم وجود أحد من الأقارب في رحلة الغربة الإضطرارية خارج الوطن.
ياللهول ..مالذي يمكنني فعله؟ رفعت سماعة هاتفي لاتصل!! بمن اتصل؟ من ينقذ زوجتي!! وكيف حال بناتنا الأربع؟ والطفلة الرضيعة على وجه الخصوص..
استعنت بالتكنولوجيا، بحثت في جوجل، وجائني الرد بأن طوارئ مستشفى حمد متاحة في أي وقت، على الرقم (999) وبأن خدمة الإسعاف تقدم لكل من تخط قدماه أراضي الدوحة..
هاتفت زوجتي سريعا لطلب الإسعاف، أخبرتها ان تطلب الإسعاف، وسأتدبر سريعا من يرافق بناتنا الأربع في المنزل إلى حين عودتها..
مرت دقيقتان بالضبط.. عاودت الإتصال بها للإطمئنان عليها.. رد عليا رجل.. قلت: كأني أخطأت في الرقم.. ناظرت فإذا هو رقم زوجتي.. ومن رد على اتصالي أحد رجالات الإسعاف من أمام المنزل..
طمئنني قائلا: لا تقلق .. زوجتك في السيارة.. وقدم لها الإسعافات الأولية.. بانتظار نقلها الى الطوارئ.. سألته بسرعة فلماذا الإنتظار! أجابني حتى تأتي مربية أطفال (من المستشفى) لرعاية الأطفال في المنزل!!
أي انسانية يمتلكها هؤلاء القوم؟ وأي قِيم زرعتها قيادة الدولة هنا في نفوس ملائكة الرحمة.. لحظات وأتت صديقة زوجتي أيضا، وما إن وصلت .. حتى تحركت العربة باتجاه المشفى..
قرر الأطباء لزوجتي “رقود” في الطوارئ ليوم كامل.. قدمت لها أرقى الخدمات الطبية.. وكافة الإسعافات والفحوصات اللازمة.. دون أن نخسر ريالا واحدا..
تقاطر الأطباء لمعاينة الحالة، وتشخيصها التشخيص الدقيق..
في الأثناء، كنت أبحث عن رحلة عودة للدوحة، ولم أجد رحلة مباشرة سوى في اليوم الثاني، هُرعت لصفحتي في موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” للشكاء “لله” مما أعاني من غربة، ووجع، وبعد منشوري، وخلال لحظات، وصلتني عشرات الرسائل من أصدقائي وزملائي في قطر.. لم ولن أنسى لهم تلك الوقفة..
هاتفني العديد منهم.. وكلا يعرض إرسال زوجته لرعاية الزوجة في المشفى، أو البنات في المنزل.. يا الله كم أنا محظوظ بتلك الصداقات.. كان صديقي الغالي صدام الكمالي أول المتصلين.. تبعه جمال العوه ثم أحمد السقاء، فالزميلة العزيزة سمر قائد.. وآخرون كثر تتابعت اتصالاتهم ..حتى أصدقاء من العالم الإفتراضي “فيسبوك”..
رن هاتفي فإذا المتصل الزميل العزيز محمد حجي نائب رئيس الاتحادين الدولي والأسيوي للصحافة الرياضية (مدير تحرير يومية لوسيل القطرية) ورغم كل مشاغله، بادرني بالسؤال: أين زوجتك ؟ في أي مستشفى سنرسل لها كل ما تحتاجه.. وسيكون أهلي في رفقتها، وكل ما تحتاجه من أموال..
هاتفت الزوجة مجددا.. ردت صديقتها .. أنا بجانبها لا تقلق ..وهي في الطوارئ.. وألمها شديد رغم كل المهدئات.. ماذا عن البنات.. قالت لي لا تقلق .. بنتي الكبيرة في منزلك.. فيما زوجها بقي متنقلا بين المشفى والمنزل..
عاودت الإتصال بعد ساعات.. زوجتي لا ترد.. وحالتها غير مستقرة.. لكن المستشفى قدم كل ما يمكن عمله لتشخيص الحالة التي انتهت نتيجتها إلى(آلام شديدة نتيجة التهابات حادة وأملاح الكُلى).
بعد 24 ساعة “كئيبة” أذن الأطباء لها بالخروج والعودة للمنزل “إضطرارا” لقلقها على أولادها.. ومنحها الأدوية المناسبة، والموصوفة بعناية بعد التشخيص الطبي مجانا.. على أن يكون الإسعاف متاحا في أي لحظة يعاودها الألم!
أكتب هذا، وأتذكر أن زوجتي ” أجهضت” مولودا فوق سيارتي، وأمام عيناي في دولة “عربية” أخرى كنت أعمل بها بسبب عدم تقديم الإسعافات الأولية لها كوننا “أجانب” والمستشفيات الحكومية لا تقبل غير المواطنين.. وحتى المستشفيات الخاصة عجزت عن دخولها.. لعدم وجود طبيب مناوب لحالات الولادة الطارئة!!
تيقنت في منتهى تفكيري لما جرى هنا وهناك، أن تسمية قطر بـ “كعبة المضيوم” لها ما لها من استحقاق في مختلف نواحي “الإنسانية” قولاً وفعلاً!!