مقالات واراء

الـمـواجـهـة اليمنية ـ الأمـريـكـيـة: أبعادها العسـكرية والسيـاسية والاقتـصادية والإعـلامية والشـعبية

الـمـواجـهـة اليمنية ـ الأمـريـكـيـة: أبعادها العسـكرية والسيـاسية والاقتـصادية والإعـلامية والشـعبية

 

بقلم / محمد الصالحي

 

اتسمت الـمـواجـهـة بين الـيمن والـولايات المتـحدة بطابع شامل ومتكامل، شمل الأبعاد العسـكرية والسيـاسية والاقتـصادية والإعـلامية والشـعبية. فعلى الصعيد العسـكري، تمكنت القـوات المسـلحة الـيمنية، بفضل الله تعالى، وما راكمته من خـبرة وقدرة، من التـصدي لكافة أشكال العـدوان الأمـريـكـي، حيث تم إسـقاط طـائـرات مـقـاتـلـة متـطورة، واستـهداف حاملات الـطـائـرات وإجبارها على الانسـحاب أو المناورة تفادياً للـضـربـات، فقدرة الـيمن على مقارعة الترسانة الأمريكية ـ بـما تحمله من أحدث ما أنتجته الصناعات الـحـربية ـ شكلت صدمة حقيقية للـبنتاغون، وأدخلت قـواته في حالة من الارتـباك والعجز الميداني.

 

اقتـصادياً، فإن التـهديد اليمـني باستـهداف النفـط الأمـريـكـي والسفن المرتبطة به، شكّل عاملاً ضاغطاً على الإدارة الأمـريـكـيـة، خصوصاً في ظل تصاعد التـوتر مع الصـين. وفي المقابل، أظهر الاقتصاد اليمـني قدرة فريدة على امتصاص الـصدمات وتـجاوز آثار الحـصار، رغم محاولات منـع دخول المشتقات النفطية واستهداف المـوانئ. وهكذا تحولت الكلفة المـالية على واشنطن إلى عبء يفوق المكاسب، ما أصابها بحالة من الإحبـاط الاستراتيجي.

 

سيـاسياً، نجحت الدبلوماسية الـيمنية في جـرّ أمـريـكـا إلى مسار تفـاوض غير مباشر، عبر الوساطة العـمانية، في تناقض صارخ مع الأهداف الأمـريـكـيـة المعلنة، التي كانت تسعى إلى فرض الاستـسلام على حكومة صنـعاء، وبذلك تمكنت صنعاء من تحـييد الدور الأمـريـكـي في دعم الـكـيـان الإسـرائيلي، في حين استمرت في تقديم الإسـناد لقطاع غـزة بلا تراجع.

 

إعـلامياً، وعلى الرغم من أن الدور الإعلامي لم يكن في المستوى المطلوب الا انه فقد استطاع الإعـلام الـيمني مواكبة التـطورات، ودحض الـمزاعم الأمـريـكـيـة والإسـرائيلية، وكشف فشل الضربات العسكرية عبر تغطيات تـوثيقية مـستمرة. وقد أدى ذلك إلى كسر حالة الاحـتكار الأمـريـكـي في صـناعة الرأي العام، لا سـيما داخل الفضاء العـربي.

 

شـعبياً، راهنت امـريـكـا والـكـيـان على أن استـهداف البنية التحتية والمنشآت الحيوية واسـتـهـداف المدنيين سيـؤدي إلى انكسار الجـبهة الداخلية، لكن الخروج الشـعبي المتكرر والفعـاليات الأسبوعية الكبرى، أثبتت فشل هذا الرهان. فـالـروح المعنوية بقيت صـامدة، والإرادة الشـعبية كانت حاضرة بـقوة في كل ميدان.

وكيل محافظة شبوة للشؤون التعليمية

رياض الزواحي

Recent Posts

وزير الإدارة والتنمية المحلية : دربتا قرابة 30 ألفا من فرسان التنمية و نسعى لتشكيل 2000 جمعية لإحياء العمل التعاوني..

في ختام دورة فرسان الوحدة بالمحافظات المحتلة وزير الإدارة والتنمية المحلية : دربتا قرابة 30…

5 ساعات ago

تواصل منافسات بطولة بيسان الكروية بمشاركة 16 فريقا من اندية تعز وإب

تواصل منافسات بطولة بيسان الكروية بمشاركة 16 فريقا من اندية تعز وإب (المزيد…)

6 ساعات ago

ابن حبتور والنعيمي يدشنان الاستراتيجية الثانية لجامعة الرازي 2025- 2030م

ابن حبتور والنعيمي يدشنان الاستراتيجية الثانية لجامعة الرازي 2025- 2030م (المزيد…)

يوم واحد ago

مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس يكرم عدد من قيادات وموظفي الهيئة ويحث على مواصلة العطاء والعمل

مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس يكرم عدد من قيادات وموظفي الهيئة ويحث على مواصلة العطاء…

يوم واحد ago

وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف

وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية تحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف (المزيد…)

يوم واحد ago