التخطي إلى المحتوى
كلمة هامة لعضو مجلس الشورى الشيخ صالح بن معوض الكبسي ابو شاجع حول الذكرى السنوية للشهيد

كلمة هامة لعضو مجلس الشورى الشيخ صالح بن معوض الكبسي ابو شاجع حول الذكرى السنوية للشهيد.

يمن ماكس : خاص.

بسم الله الرحمن الرحيم

الذكرى السنوية للشهيد مدرسة للشجاعة والإستبسال

الحمدلله رب العالمين,( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (2)الملك, والذي جعل الشهادة في سبيله حياة أبدية ونعمة سرمدية ,و جعل – جل شأنه -الشهداء في كتابه المبين في المرتبة الثالثة بعد الانبياء والصديقين, فقال جل َّ شأنه: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً )(70)النساء

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين وآله الطاهرين, والتحايا والسلام على الشهداء الميامين الذين عملوا ماعليهم أن يعملوه فقدموا حياتهم, وبذلوا دماءهم في سبيل الله وفي سبيل نصرة المستضعفين, بعد حياة حافلة بالعطاء, والإحسان, وإقامة القسط, وتطهير الأرض من المفسدين, مسهمين ببذلهم في بناء صرح الدين.

السلام عليهم في ذكراهم السنوية التي تعد ذكرى للعز والإباء والثبات والصمود والذود عن الحمى, وبقدر ماهي مدرسة للشجاعة والإستبسال نستذكر من خلالها اسهاماتهم العظيمة الخالدة, وماسطروه من ملاحم البطولة والفداء ونستلهم منها الدروس والعبر.

وفي الذكرى السنوية للشهيد نستذكر شهداءنا العظماء, وعلى رأسهم الشهيد القائد السيد/حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه نتذكرهم لنقتبس من نورهم, ونقتدي ونتأسى بهم, ونستفيد منهم الدروس العظيمة التي قدموها بأفعالهم وبأعمالهم وبتضحياتهم، قبل أن يقدموها بأقوالهم، ونعتبر ذكراهم السنوية محطة نتذكر من خلالها أخلاقهم العظيمة, ومواقفهم المشرفة، ومسار حياتهم المُفعم بالتضحية والبذل, والنبل والعطاء في إطار تمجيدنا لعطائهم، الذي هو أسمى عطاءٍ قدمه الإنسان, وإلا فهم لم يبرحوا أبداً من ذاكرتنا، ولا من وجداننا، ولا من مشاعرنا، فنحن نستذكرهم في كل يوم، لأننا نعيش ثمرات جهادهم وتضحياتهم. إننا حينما نحيي الذكرى السنوية للشهيد فإنما لتحيي فينا الروحية الجهادية فنبقى مستمرين في الجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين, لاسيما في هذه المرحلة المفصلية والأمة الإسلامية ممثلة في محور المقاومة تحمل هم ّ الأمة في قضيتها الكبرى فلسطين ولبنان وتواجه أئمة الكفر أمريكا واسرائيل وبريطانيا ومن في صفهم من الدول الغربية والعربية, ويواجهون حرب وجودية متوازية مع حتمية زوال الكيان المؤقت وفي عنفوان طغيانه وإجرامه. نحييها لنقتدي برجالٌ عرفوا الله وعشقوا الكرامة, عرفوا الله حق معرفته فصغر مادونه من طواغيت العالم.

ووعوا المسئولية فجاهدوا وأخلصوا وصبروا واستبسلوا أولئك هم المؤمنون حقّاً كثيرون لا يعرفونهم الا بعد استشهادهم -أحياناً – لكنهم هم من حفظوا شرف هذا الوطن ومرّغوا أنف المعتدين ونكلوا بجحافل الطغيان؛ رِبّيوّن ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا طيلة مسيرتهم الجهادية الطويلة والله يحب الصابرين نقف لنتأسى بأولئك العظماء الذين انطلقوا وجاهدوا وقاتلوا وجُرحوا وسُجنوا ورابطوا وثبتوا وخاضوا الغمار والأهوال, بكل إيمانٍ ويقين في كل المراحل وما بدلّوا تبديلا, فلنقف في ذكراهم السنوية وقفة إجلال فخلف كل عظيمٍ منهم حكايةٌ من المجد والشموخ, وقصّةٌ طويلةٌ من المواقف والإحسان والثبات والتفاني والصمود والجدِّ ونُكران الذات, ومواقفهم العظيمة لا تتسّع لسردها الصفحات ولا تنصفها الأقلام. لقد وهبوا حياتهم لتعيش الأمة عزيزة كريمة عزَّ عليهم أن تظلم امتهم وهم يتفرجون, وآلمتهم المجازر المستمرة التي يرتكبها الكيان الاسرائيلي المؤقت منذ وطأت قدماه أرض فلسطين وما يرتكبه بحق إخوانهم في لبنان وما تعمله أمريكا ودول الغرب وشاهدوا ماتعانيه الأمة من مظلومية ومآسي كبيرة فكانوا هم الضمير الحي فتحركوا للذود عن دينهم وأمتهم ومقدساتهم ابتغاء وجه الله وطلباً لمرضاته مقدمين أرواحهم بعد أن حملوها على أكفهم وهم متحركون بمسؤولية وإخلاص غير مكتفين بالإدانات وإصدار البيانات. إن الروحية الجهادية وما نجم عنها من قوة شعبية وعزة وكرامة, هي نتاج طبيعي للمشروع القرآني وترجمته على الواقع المعاش, والتسليم للقيادة القرآنية, وما نعيشه اليوم حيث بدت اليمن وفي غضون فترة يسيرة قوة عظمى, بل أسطورة مذهلة تمكنت بمعونة الله تعالى من التفوق على القوى الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية, وحيدت أسلحتها, وهزمتها بما سطرته من الملاحم البطولية والعمليات العسكرية النوعية. واجبنا أن نتسلح بالمزيد من الوعي, ونواصل الاستمرار في التصدي للعدو الأمريكي والاسرائيلي والبريطاني, وبالذات في هذه المرحلة التي يسعى للتصعيد, وهو مسترسل في تجربة خياراته وقد استنفذ الكثير منها وباءت بالفشل الذريع, وبفضل الله تعالى, فقد تكشف للعالم أكذوبة الهيمنة الامريكية بعد اندحارها وهروبها وإقرارها على ألسنة العديد من قادتها العسكريين بالهزيمة والعجز.

كما يجب علينا جميعاً أن نتهيأ لخوض المرحلة الحاسمة مع العدو الامريكي والبريطاني والاسرائيلي و الاستمرار في تطوير قدراتنا العسكرية والإقتصادية والاستمرار في نصرة اخواننا المجاهدين الابطال في فلسطين ولبنان. ونحيي صمود المجاهدين في فلسطين ولبنان ونشيد بالمقاومة الاسلامية في العراق منوهين الى ان هذا النصر العظيم المؤزر هو بفضل الله تعالى وعونه ونتيجة لوحدة الصف والاستجابة الكاملة والتسليم المطلق للقيادة, ونتيجة طبيعية لما تعلمه المجاهدون من السيد الرباني الشهيد/حسين الحوثي رضوان الله عليه ومن أخيه السيد القائد / عبدالملك يحفظه الله, ونحمد الله على صالح نعمته علينا بوجود القيادة الربانية ونحن سامعين مطيعين, وبذلك الى الله ورسوله متقربين, ومن الضرورة الحتمية أن نرفع من جهوزيتنا القتالية في هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها اليمن والشرق الأوسط ، في إطار الذود عن حمى اليمن الميمون, والسعي لنصرة اخواننا المستضعفين في فلسطين ولبنان، تحت قيادة سيدي ومولاي/ عبدالملك بدرالدين الحوثي- يحفظه الله ويرعاه- ولنقتدي بالشهداء الميامين الذين بذلوا دماءهم الزاكية النقية في سبيل الله, ونصرة المستضعفين ووفاء للمبادئ والقيم التي ضحوا من أجلها. السلام على الشهداء الذين قضوا نحبهم وصنعوا مجد أمتهم, والسلام كذلك على إخوانهم المرابطين في القوة الصاروخية والقوة البحرية وفي الطيران المسير والدفاع الجوي وعلى عموم المجاهدين في محور المقاومة كما هو موصول للذين مافتئوا يخرجون بالملايين مستجيبين لتوجيهات قيادتهم الحكيمة ليعلنوا جهوزيتهم الكاملة للجهاد في سبيل الله ونصرة المستضعفين, مبرهنين أن الشعب اليمني المجاهد يقف خلف قائده, وينتظر إشارته, في ترجمة فعلية للروحية الجهادية والثقافة القرآنية. السلام على الشهداء ،وعلى أسر الشهداء وعلى الجرحى والأسرى، والنصر للمجاهدين في اليمن وفلسطين ,ولبنان وفي كل مكان, والموت لأمريكا واسرائيل، والخزي والعار للعملاء ,والمرتزقة ,والمطبعين ,ولا نامت أعين الجبناء.

الشيخ المجاهد/ صالح معوض الكبسي أبوشاجع 20جماد الأول 1446هـ الموافق 22/11/2024م