التخطي إلى المحتوى
في ذكرى استشهاد الشهيد القائد : عضو مجلس الشورى الشيخ صالح الكبسي أبوشاجع يرفع رسالة لقائد الثورة

في ذكرى استشهاد الشهيد القائد : عضو مجلس الشورى الشيخ صالح الكبسي أبوشاجع يرفع رسالة لقائد الثورة .

يمن ماكس : خاص.

رفع عضو مجلس الشورى الشيخ / صالح معوض الكبسي أبو شاجع رسالة الى قائد الثورة السيد المجاهد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي ، بمناسبة ذكرى استهاد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي جاء فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى استشهاد الحسين بن بدرالدين رضوان الله عليه
يعيش الشعب اليمني والأمة الإسلامية في هذه الأيام ذكرى أليمة ,ومظلومية جسيمة , وهي ذكرى استشهاد سيد شهداء المسيرة القرآنية سيدي ومولاي / الحسين بن بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه , وبهذه المناسبة نرفع أسمى آيات التعازي للأمة الإسلامية جمعاء وعلى رأسها قائد المسيرة القرآنية سيدي ومولاي / عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ,
ومما لاشك فيه أن الحديث عن هذا القائد العظيم يحتاج لمساحات كبيرة , وكتاب متخصصون لديهم إلمام تام بشخصيته الفذة التي تركت للبشرية إرثا ً ثقافيا ً وفكريا ً لانظير له , ولكن من باب الإتحاف بالموجود نتذكر كيف كان سيدي ومولاي /حسين بدرالدين الحوثي عميق النظرة، يراقب الواقع، يرصد الأحداث والمتغيرات وبروح المسئولية؛ فعندما كان يلقي محاضراته في مجلسه المعروف لطلابه ومريديه ؛ كان يتوقف أحيانا ً أثناءالدرس لمتابعة موجز الأخبار في التلفاز؛لأنه كان يحمل هم الأمة ولديه اهتمام كبير بتقييم الواقع وتشخيص الأحداث على ضوء القرآن الكريم ,فكان يتابع مايجري على المسلمين في شتى بقاع الأرض ثم يستكمل محاضرته وفيها يعلق على تلك الأحداث في محاولة منه لتصحيح الوعي وتقويم الفهم لدى الحاضرين مبديا ً تقييما ًدقيقا مرتكزا ً على نظرة قرآنية وفهم عميق لما يجري ,
ولعل أدق وصف لما هو عليه ؛ ماقاله عنه سيدي ومولاي /عبدالملك بدرالدين يحفظه الله من أنه : كان واسع الأفق، كان عالمي الرؤية والنظرة والاهتمام، فلم ينحصر أبداً اهتمامه أو نظرته أو توجهه في محيطه، لا محيطه المذهبي، لا محيطه الجغرافي، ولا محيطه العشائري، ولا بأي مقياس من المقاييس المحدودة والصغيرة؛ لأنه استنار بالقرآن الكريم، فكان فعلاً عالمياً بعالمية القرآن، في رؤيته الواسعة، في اهتمامه الواسع، في نظرته الواسعة،
ونتيجة لاهتمامه العظيم بشأن الأمة كان حريصا ً على أن يصل الوعي الإيماني والثقافة القرآنية المتسمة بالحكمة والبصيرة إلى أكبر كم من السكان وإلى أكبر رقعة جغرافية على وجه المعمورة إذ أن مشروعه لم يقتصر على حدود جغرافية معينة بل كان بعده عالمي .
لقد كان – رضوان الله عليه – عندما يلتقي بالناس يهتم بهم ويتعرف عليهم يسأل عن القبائل ومشكلات الثأر التي يغذيها الأعداء وعندما سألنا ذات مرة وكنا بحضرته عن المنطقة الشرقية من صعده وأعطيناه نبذة معلوماتية عن المنطقة وقضايا الثأر سأل سؤالاً تشخيصيا ً للقضية ليشد السامع للتقييم والفهم الحقيقي لها فقال مستفسراً : من المستفيد ياترى ؟ثم يبين بما لايدع مجالاً للشك في أن المستفيد ليس طرفا ً من أطراف الصراع وأن الكل منهما خاسر لدينه ودنياه ,وأن المستفيد الحقيقي هو عدو الأمة الإسلامية المتمثلين في أئمة الكفر والنفاق في عصرنا : أمريكا واسرائيل وأذنابهم من العملاء .
كان يؤلمه الوضع الذي تعيشه الأمة العربية والإسلامية التي تربض على ثروات هائلة من النفط والمعادن ومقومات الاقتصاد ولكنها تعيش وضعية من المهانة والإنحطاط وتقبع تحت تهديدات أمريكا وإسرائيل , مع سخرية اليهود من المسلمين ورموز المسلمين وحكامهم وعلمائهم , وكان يؤلمه الوضع المخزي المتمثل في موقف الناس بكل فئاتهم المتنافي مع الحكمة والمنطق والعقل والدين مبينا ً في الوقت ذاته أن الأمة في حالة من التيه والأمية وأنه لايمكن أن تخرج من حالتها المنحطة إلا بعودتها الجادة إلى القرآن الكريم .
لقد كان ينظر إلى العالم بعين على القرآن وعين على الحدث فاستطاع أن يبني أمة لاتقبل الهزيمة , أمة تعشق الشهادة والتضحية , أمة تكفر بالطاغوت وتؤمن بالله العزيز الجبار المنتقم .
و كان الشهيد القائد على ثقة عظيمة بالله ,وقد تناول هذا الموضوع الهام في ملازمه ودروسه العظام وبين أهمية الثقة بالله ومعرفة الله والعودة إليه وإلى كتابه في أنها ستصنع جيلا ً من الصلب يقهر المستحيل .
ولايختلف اثنان في أن المجاهدين الذين تربوا على يد/ سيدي حسين – رضوان الله عليه -وسيدي عبدالملك -حفظه الله وأبقاه -نماذج فريدة في التاريخ الحديث و هذا أمر مشهود به حتى من الغربيين أنفسهم , وقد رأى العالم في ظل العدوان الهمجي على اليمن كيف أن اليمنيين قوم تقاتل بالحجارة , وتقتحم المعركة حفاه , قوم قوتها من بيتها , وذخيرتها من انفاقها, الجندي ثقافي وتعبوي وأمني وعسكري ,أمة تبذل الغالي والرخيص في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى ,وتالك من ثمار المشروع القرآني الذي جاء به الشهيد القائد وببركة الإلتزام بهذا المشروع القرآني العظيم والتطبيق الفعلي له في واقع الحياه عرف العالم الصمود الأسطوري لشعب الإيمان والحكمة , شعب الهوية الإيمانية ,بأن : لامكان في هذا الشعب للتراجع ولا للذلة والخنوع ولا للإستسلام , فهذا الشعب ُ أذهل العالم بقوته وصلابته وبإنسانيته وإحسانه وبصبره وتجلده , وبثقافته ووعيه , ومع ذلك فهو يقف مع المستضعفين في العالم ويرنو إلى تخليصهم من الطغاة والمستكبرين لقد تأمل سيدي حسين كثيرا في واقع الأمة المخزي وكيف وصلت إلى ذلك الوضع ورأى حكام الأمة يعملون لمصلحة العدو إما عن عمد وإما بحسن نية , فشخص الوضعية العامة بنظرته القرآنية للواقع ,حيث عكف عليه كثيراً, وعرف الداء الذي يفتك بها وهي انها أصبحت ضحية للثقافة المغلوطة والعقائد الباطلة التي جاءت من خارج الثقلين فعمد جاهدا ً لتصحيح الوضعية وإرجاع الأمة إلى مفترق الطرق , إلى كتاب الله الكريم وإلى أعلام آل البيت المطهرين الذين يقولون بالحق وبه يعدلون .
وكما يقول سيدي ومولاي /عبدالملك -يحفظه الله -في معرض كلامه عن ماقدمه شهيد القرآن : ومن القرآن الكريم قدَّم للأمة رؤيةً فريدةً مسددةً، جمعت بين العُمق والوضوح، والمصداقية وسعة الأفق، والفاعلية والتأثير، وكشف بها زيف الأعداء ومكائدهم، ومؤامراتهم، وقدَّم الحل في زمن اللاحل، في عصر الحيرة، وعزز الأمل في دنيا اليأس وفي زمن الإحباط.
ولاشك أن هذه النعمة العظيمة التي أسداها الله لشعب اليمن وللأمة الإسلامية جمعاء في وقت كانت أحوج ما تكون للمشروع القرآني لمواجهة المد التكفيري والتوجه الغربي إلى احتلال العرب والمسلمين ,ومسخ هويتهم الإسلامية وتجريدهم من دينهم وقيمهم ولولاه لحدث ما يُخشى عقباه .
ولكن الحمدلله فقد كانت من سمات المشروع القرآني أن يواجه الطغاه والمستعمرين وأن يسعى لنصرة المستضعفين فتجاه حملة أمريكا التضليلية التي سخرت لها ماكناتها الإعلامية أتى المشروع القرآني بالوعي الإيماني الشامل وبدعوة الناس للعودة إلى القرآن الكريم يستفيدون مما فيه من تقييم وتوصيف للأعداء ومؤامراتهم ومخططاتهم وعوامل ضعفهم وقوتهم وكيفية مواجهتهم والإنتصار عليهم
وأصبحت المسيرة القرآنية قوة لايستهان بها على مستوى المعمورة واستطاع شعب الإيمان والحكمة بإنطلاقته في هذا المشروع العظيم , وبقيادته الحكيمة التي ترتقي بوعي الامة وتعلمها الكتاب والحكمة , وذلك ما مكنها من أن تواجه قوى الكفر العالمية المتجمعة من كل حدب وصوب طيلة ثمان سنين, بل وتنتصر عليهم وليس هذا فحسب , بل وتصنع مايكفيها من الأسلحة للمواجهة , وأكثر من ذلك بكثير فقد حيدت أسلحتهم وجمدت قبتهم الحديدية وبطاريات الباتريوت وشوهت فخر صناعاتهم الحربية وغير ذلك كثير , ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس, ولكن أكثر الناس لايشكرون فلله الحمد والشكر على نعمة القيادة الربانية والمشروع القرآني العظيم .
السلام على شهيد القرآن وعلى كلفة شهداء المسيرة القرآنية , المجد والخلود لهم والشفاء للجرحى والخلاص للأسرى والنصر لشعبنا العظيم .
الشيخ / صالح معوض الكبسي أبوشاجع
عضومجلس الشورى 26رجب 1443هـ