التخطي إلى المحتوى
تزامناً مع الذكرى السنوية للشهيد : عضو مجلس الشورى الشيخ صالح الكبسي ابو شاجع يتحدث حول رحاب الخالدين

تزامناً مع الذكرى السنوية للشهيد : عضو مجلس الشورى الشيخ صالح الكبسي ابو شاجع يتحدث حول رحاب الخالدين.

يمن ماكس : خاص.

بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة في رحاب الخالدين
الذكرى السنوية للشهيد 1444هـ
يحتفي يمن الإيمان والحكمة
مجتمع الهوية الإيمانية ,والمسيرة القرآنية
في ظل قيادته الحكيمة , كما هي عادته دوما ًبكل ماهو عظيم وسام ,مما يستحق الإحتفاء , كما هو حاله اليوم بإحياء الذكرى السنوية للشهيد والتي تقام كل عام عرفانا ً بحق هؤلاء العظماء , رواد البذل والعطاء , وصناع الكرامة والإباء , ليجسد بذلك ,وعيه العالي وفهمه العميق لقداسة الشهادة ,وعلو مرتبة الشهداء عند الله تعالى حيث جعلهم في كتابه المبين في المرتبة الثالثة , بعد الأنبياء والصديقين ,وحسن أولئك رفيقاً .
ذلك لأن الشهيد آثر التضحية بهذه الدنيا الفانية, وبذل نفسه في سبيل الله ,ونصرة المستضعفين وتحقيق الحياة الكريمة للأمة , وهوعطاء عظيم ,وتضحية عظيمة , جديرة بالتقديس والتبجيل والتعظيم وكذلك هي جديرة بالاحتفاء بها ,والاشادة بها ,والافتخار بها ؛فشهداؤنا ,كما يقول سيدي ومولاي / عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله ويرعاه ؛ تاج رؤوسنا ,وفخر امتنا ,وهم عنوان عزتنا وصمودنا وكرامتنا . .
نستذكر الشهداء لأن الشهداء مدرسة عطاء, وأساتذة ولاء , نتعلم منهم السمو الروحي والأخلاقي، ونرى فيهم الواقع التطبيقي ، فعندما حملوا الروحية الجهادية، وتلك الأخلاق والقيم السامية ، جسَّدوها واقعاً وفعلاً ,وعملاً والتزاماً بتوجيهات قيادتهم الربانية فكانت النتيجة :الإصطفاء والإرتقاء قال تعالى :
: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (سورة آل عمران : من الآية: 140)
وفيما تحل علينا الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام ,نقف فيها كمحطة استذكار واستلهام للعبر والدروس, فنتذكر الشهداء وعطاءهم الثمين, وتضحياتهم العظيمة , نتذكر أولئك العظماء ,وما كانوا عليه من صفات حميدة ,جسدت مكارم الاخلاق في أنصع صورها ,وفي أسمى معانيها, ونقف متأملين كيف كانوا في صبرهم، في صمودهم، في تضحياتهم، في عطائهم، في أخلاقهم العالية جدًّا، كيف كانوا في مستوى فعلهم، أثرهم في الواقع الحياتي، وكيف ترجموا ذلك في الواقع العملي فعلاً، والذي وصل إلى مستوى التضحية بالنفس والمال، نقف لنرى كيف كانوا متحلين بالصدق في أقوالهم وأفعالهم , وفي تضحياتهم وبذلهم , وكيف ظهر ذلك جليا ً في تفانيهم في العمل الجهادي الدؤوب وتسليمهم المطلق للقيادة, كماظهر في روحيتهم المعطاءة السخية , في حبهم للحق وسلوكهم لدربه ,ومقتهم للباطل ومحاربتهم له , فالشهداء كما عرفناهم ,وكما يعرفهم الجميع , كانوا ينزعجون من الباطل ويكرهونه,ويقفون ضده وانطبق عليهم قول سيد الشهداء , سيدي ومولاي/ حسين بن بدرالدين الحوثي – رضوان الله عليه -حينما قال :
(الذي لاينزعج للباطل ,لايؤلمه الباطل, لا يعتبر الباطل فضيعا ً ,قبيحا ً ,سيئاً ,فتأكد أنه لن يكون للهدى قيمة عنده ,ولا للحق قيمة , قيمة الحق عندك هو بمقدار ماذا ؟ كراهيتك للباطل , انزعاجك من الباطل, قبح الباطل في نفسك )
وفي إطار الإستذكار للشهداء الأوفياء , نبادلهم الوفاء بالوفاء ,ونعاهدهم أن نبقى دوما محافظين وعاملين على تلك المواقف كماهو واجب علينا جميعا الحفاظ على مبادئهم ومواصلة السير في دربهم ونقف لهم وقفة إجلال وإكبار لهؤلاء الذين تناثرت أشلاؤهم ,وانسكبت دماؤهم, ليسطروا أعظم المواقف ,وأقدس المهام, لا لشيء إلا لنعيش بعزة وكرامة , وسيادة واستقلال , كيف لا , وبهم وبتضحياتهم ,اندحر الذل والهوان ,وانكسر قرن الشيطان , وأثمرت دماؤهم وتضحياتهم نصرا ًوعزا ً وقوة , فما تنعم به الأمة اليوم من أمن واستقرار ونعيم وعزة وكرامة ؛ هو بفضل الله ,وبتضحياتهم ,وبذلهم للغالي والنفيس في سبيل الله, ونصرة المستضعفين .
فعلينا أن نكون أوفياء معهم ,وأن نسعى لتحقيق القسط والعدل ,ونجسد المشروع القرآني العظيم في تعاملنا ,ولنكن حيث يحبون, ولنقتفي آثارهم ,ونعيش حياة الشهداء في أخلاقهم وتعاملهم ,ونسلك طريقهم لنتأهل لأن يقبلنا الله تعالى ,ويتخذنا شهداء ,ونحظى بهذا الوسام الرباني العظيم , كما يقول الشهيد الحاج قاسم سليماني( إذا لم يكن الشخص يعيش على ماعاش عليه الشهداء ,فهو لن يستشهد , شرط نيل الشهادة ؛هو أن تسلك طريق الشهداء, )
نسأل الله تعالى أن نحيا حياة الشهداء , وأن نسلك دربهم ونقتفي أثرهم ونحافظ على منهجهم ,وأن يقبلنا كما قبلهم ,وأن يجمع بيننا وبينهم في مقعد ٍ صدقٍ عند مليك مقتدر.
الخلود للشهداء ,والشفاء للجرحى ,والخلاص والحرية للأسرى ,والنصر ,والإستقلال ,والعزة والشموخ ؛ لشعبنا المسلم العظيم .
الشيخ صالح معوض الكبسي أبوشاجع
عضو مجلس الشورى
13جماد الأول 1444هـ الموافق:7/12/2022م