التخطي إلى المحتوى
محكمة العدل الدولية غير ملزمة بتنفيذ أحكامها!!؟       “وجهة نظر ليس إلا”

مع دعوى جنوب أفريقيا امامها:

محكمة العدل الدولية غير ملزمة بتنفيذ أحكامها!!؟

“وجهة نظر ليس إلا”

بقلم

د/ ابو محسن الحميري

 

لست متخصصاً في العلاقات الدولية ولا في القانون الدولي الإنساني ،ولكني وددت أن أوضح أموراً هامه في عدة نقاط موجزة من باب التذكير لعل الذكرى تنفع المؤمنين حول مايجري من خلط في الأوراق وتشتيت الجهود وإطالة أمد الحرب على غزة وتغييب المسلمين عن تنفيذ أوامر الله تعالى في الجهاد في سبيل الله ونصرة دينه.وحرب المصطلحات (جهاد ،مقاومة،نضال،كفاح، دفاع عن النفس أم دفاع عن الحق المغتصب ،نجدة المظلوم أم إرهاب ) ونبدأ بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وسلم:

 

أولا: علينا ألا ننسى أن هذه الدولة لازالت تحسب ضمن الدول الانجلوساكسونية رغم إنها أصبحت عضواً في مجموعة البريكس ،،كما علينا أن نفهم إن آثار الابارتهايدعلى كافة الصعد في ثقافة ووعي الشعب لاتزول بهذه السرعه والسهوله لتنتقل إلى دولة ثورية تملك قرارها الوطني والسياسي والسيادي المستقل (خلال عقدين ونصف تقريباً)بعد استعباد واضطهاد وفصل عنصري أستمر لقرون أربعة وتخيلوا عدد الأجيال التي عاشت هذا النمط الحياتي وتطبعت به وعليه طيلة هذه المدة الزمنية الطويلة ،،،مع أن علم النفس المعرفي السلوكي يؤكد بأن تغيير القيم واستلهام وتطبيق سلوكيات جديدة تحتاج على الأقل إلى عمر جيلين أو ربما أكثر(رغم إنه في بلادنا مرت ستون عاما ولازال البعض يعيش وهم عودة بريطانيا) يحاول فيه بذل أقصى الجهد والامكانات حتى يستطيع إعادة برمجة وعيه وفهمه وهويته الأصلية ليتمكن من التخلص نهائيا من تأثيرات السلوكيات البشرية السابقه وإلى جيل اخر يبدأ في تغيير ثقافته في كل المجالات لبناء مجتمع جديد بمفاهيم جديده قاضية بشكل تام للانقطاع والخروج النهائي من تبعات النظام السابق علما بأنه حتى اليوم لازالت بقية آثار لحكم البيض في هذه الدولة بل ومؤثرة (الدولة العميقة كمايطلق عليها اصطلاحا مع أخذنا بعين الاعتبار إنها كانت تحت السيطرة البريطانية وسياسات العجوز معروفه بالدهاء والخبث والإستراتيجية طويلة الأمد قد تتجاوز المئة أو المئتان سنه ..ولازلت أتذكر مقولة شهيرة لونستون تشرشل مفادها بأنه إذا انتهى أو مات الإنجليز انتهت السياسة في العالم وإذا ماتت فرنسا فقد مات الذوق واذا ماتت أمريكا فقد مات الثراء والرفاهية وإذا ماتت إيطاليا مات الإيمان وإذا انتهى الألمان ماتت القوة أما إذا مات العرب فقد انتهت الخيانة ).

 

ثانياً: ولأن أمريكا وبريطانيا خرجتا منتصرتان من الحرب العالمية الثانية في ظل تنامي تململ الشعوب المحتله من قبل الدول الاستعمارية الأوروبية ونهضت حركات مقاومه هنا وهناك على بساطة قدراتها وإمكانياتها وعيا وعدة وعتاد واشتد عود بعضها في الاربعينيات ثم تعاظم في الخمسينيات من القرن العشرين وتأكد لدى تلك الدول الاستعمارية أن نهاية احتلالها أزفت نحو الخروج بالقوة من البلدان المستعمرة فقد سارعت إلى وضع البديل فاعلنت عن تشكيل منظمة الأمم المتحدة ووضعت سياسة الاحتلال عن بعد أو مااطلق عليه بالاستعمار الجديد فصنعت منظمات تابعه للأمم المتحدة وكان في طليعتها البنك الدولي والصندوق الدولي ثم تبعتها منظمات أممية أخرى (وبالطبع كان وراء هذا التفكير الجهنمي بريطانيا وربيبتها أمريكا وفقاً للنظرة الصهيونية العالمية لتستمر في مواصلة السيطرة على شعوب ودول سمتها هي بالمستقله عبر وكلائها المحليين الذين جندتهم قبل ارتحالها من هذه البلدان بل وصل الأمر لتبنيها الخبيث والمخادع إلى تشكيل ماوصفته بلجنة تصفية الإستعمار وحق الشعوب في تقرير مصيرها)،وبالمناسبةفقد شرح الزعيم الهندي جواهر لا نهرو خطة الدول الاستعماريةالبديلة في استحمار الشعوب التي كانت تحت سيطرتها في خطبته الشهيرة في مؤتمر باندونج في عام ١٩٥٥م لدول عدم الانحياز حينما أشار قائلا:حسنا ،،تريدون قصاصات ورق بأنكم دول مستقله ،،سنعطيكم قصاصات الورق التي تطلبونها!ولكن ماذا بعد موجهاً خطابة للدول ٢٢ التي شاركت في هذا المؤتمر سالف الذكر.. إن شعوبكم ناضلت وكافحت وقدمت التضحيات وسوف تطالبكم باستحقاقاتها من الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة وحياة كريمة وتنمية حقيقية في كل المجالات ،،فماذا أنتم فاعلون كحكومات ؟هل لديكم ماتقدمونه لتلبية احتياجات ومتطلبات شعوبكم المشروعه ؟لاشي طبعاً..غير قصاصات ورق مخادعه لاتسمن ولاتغني من جوع وبكل تأكيد ستلجأؤون إلى الاقتراض المالي من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ولااعتقد أن أحداً منكم قد استوعب دواعي انشاء هاتين المؤسستين الماليتين التابعتين للأمم المتحدة واهدافهما!؟

ثالثاً: ولأن بريطانيا وامريكا قد درست نفسية هذه الشعوب من كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية و السياسية والتاريخية بل والدينية العقائدية خاصه الشعوب المسلمه وقرأنها الكريم وفهمته أكثر من أهله ناهيك باقدامها على زرع كيان العدو الإسرائيلي الصهيوني في قلب الوطن العربي كقاعدة عسكرية متقدمة ومهيمنه لتأدية الدور الوظيفي المرسوم لها من ڤبل صهاينة العالم الماسونيين (بروتولات بني صهيون والمنظمات السرية التي تحكم وتدير سياسات النظام المعولم في الخفاء)

رابعاً: وضعت في سياساتها الاستراتيجية وهي تبني وتدعم وتقدم كل الإمكانيات لهذه الغدة السرطانية ،،آخذة بعين الاعتبار أن شعوب المنطقة سوف تتطور وتتقدم وتبني دولها مواكبة ومجاراة لتطورالوقائع والأحداث العالمية في كل المجالات الصناعية والزراعية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وسوف تتذكر ماضيها الماسآوي ومعاناتها التعسفية الطويلة التي مورست ضدها من قبلهم ليس هذا فحسب بل لابد أن تعود إلى دينها وكتابها وتعاليمه الاخلاقيه وسوف تتطلع إلى أن بكون لها دورا عالمياً بماينسجم وتاريخها الحضاري المستند إلى تعاليم الإسلام ومفاهيمه وتشريعاته الإلهية.

خامساً: وإلى أن تعود الشعوب العربية والإسلامية إلى دينها الحق والبدء ولو بخطوات بطيئة متدرجه لكنها مستمرة بثبات وصبر وتفاني وإخلاص في تطبيق التوجيهات الربانية وماامرهم الله به من اعلاء شأن هذا الدين الحنيف ومقاومة الظلم والعدوان ومحاربة الجور والطغيان والفساد في الأرض ،،يجب أن نكون نحن جاهزون ومستعدون بكافة الوسائل لحرفهم عن عودتهم للالتزام بتحقيق تعاليم شريعتهم وواجباتهم نحو تغيير انفسهم أولا ودعوة الآخرين إلى ذلك من خلال الشعار الديني والأمر الالهي الواضح المتمثل في”الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”والمتضمن أساساً الدعوة النشطة بتجديد وتعزيز الأساليب والطرق والوسائل الممكنه لنشر الاسلام الرسالة المحمدية الخاتمه لكل الديانات السماوية ونبيهم الخاتم لكل الرسالات الإلهية.

سادساً:وحتى لايطالبوا العالم بضرورة الحق الإنساني في إعادة بناء المشروع الإسلامي كونه أنزل للبشرية جمعاء:(وماارسلناك إلا رحمة للعالمين) نكون نحن قد سبقناهم بوضع تشريعات وقوانين وضعية ودولية نلزم أنفسنا واياهم وجميع شعوب العالم بتطبيقها والرجوع إليها والتخاطب معها وتقديم الدعاوى والشكاوى باعتبارها حق مكفول للجميع ضمن وثيقة الأمم المتحدة إلى هذه المؤسسات والمنظمات الحقوقية الدولية التابعه للأمم المتحدة التي أصبحت كل دول العالم ذات السيادة أعضاء فيها وملتزمبن بكل الاتفاقيات الدولية والمواثيق الأممية المتربته عليها والتي تمت الموافقة عليها طواعية ووقعت من جميع حكومات ودول العالم …

 

سابعاً:واتينا إلى بيت القصيد ،،وهو مايحدث اليوم في فلسطين مثلاً ،فبدلا من واجبنا القيمي والديني والاخلافي والانساني بمساعدة إخواننا المسلمين في غزة مباشرةً حدث ماخططت له اذرع الصهيونية العالمية قبل أكثر من قرن من الزمان ،،ناهيك عن ماحصل في العراق وسوريا والبوسنه والهرسك والشيشان ولبنان والصومال وافغانستان وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية…حيث كانوا لنا بالمرصاد وقالوا لابد من تقديم دعاواكم إلى منظمات الشرعية الدولية فلماذا لاتذهبوا إلى محكمة العدل الدولية أو الجنائية أو مجلس الأمن…… إلخ .ومن هنا حركوا بيادقهم القديمه الجديدةبدلاً عنا كوننا مشغولون بقضيتنا المركزية مع كيان العدو الصهيوني الذي يمارس حرب عنصرية وابادة جماعيةعلى شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية بهدف التهجير القسري والتشريد الاجباري والحصار البري والبحري لمنع وصول المساعدات الإنسانية الضرورية للحياة..وذلك تعاطفاً وتضامنا من دولة مورست فيها ابشع صور الفصل العنصري والاضطهاد العرقي والاستعبادوالاستبدادالآدمي في مسرحية حيكت خيوطها بعنايةفائقة مكشوفة ،،اتدرون لماذا ؟لانه ارتفعت أصوات الجهاد في سبيل الله والرجوع بقوة إلى مادعانا إليه ربنا في كتابة الكريم. وهذا الذي كانوا يخشونه ويحسبون له ألف حساب وعملوا كل مافي وسعهم للقضاء على عقيدتنا وديننا واخلاقنا وقيمنا بل واوصلونا إلى فتح البارات وأماكن اللهو والرقص في أرض الحرمين الشريفين لتدنيس مقدساتنا الإسلامية إضافة إلى أولى القبلتين المسجد الأقصى،،طبعا حاولت التركيز على موضوع واحد فقط كمثال مع يقيني التام بأن كثير من العرب والمسلمين في الداخل والخارج سيعارضون وجهة نظري وسوف يتهمونني بالمؤمنين بنظريةالمؤامرةوانه يجب أن نحترم من يقف معنا في محنتنا الراهنة اقول إنما العبرة بالخواتيم ونتائج تطبيق الأحكام الصادره عن م.ع.د وماقضية الشهيد البطل الطفل محمد الدرة إلا خير دليل على مااقول،،واعرف جيداً إن هناك من هم أعلم وافقه مني في كل مايحصل وماهو آت في قادم الأيام “فالاخر” يرى أن هناك قطبا إسلاميا قادماً عالميا أو على الأقل إقليميا ولابد من مواجهته ووأده في مهده قبل أن يمتلك كل مقومات القوة المادية والبشرية والتكنولوجيه والصناعات العسكرية المتطورة بل وقبل أن يحقق الاكتفاء الذاتي في احتياجاتة الأساسية الضرورية الحياتية.قال تعالى:(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).صدق الله العظيم