قامة استثنائية ومسيرة خيرية!
بقلم: ماهر المتوكل
البارزون في التاريخ الإنساني لليمن قلة، لأنهم نادرون في كل شيء، واستثنائيون في ما لا يملكه الآخرون، حتى من ذوي الثراء والسعة. فحب العطاء والتواضع والحرص على تقديم الخدمات الاجتماعية، وفعل الخير والجود والنبل، كلها صفات تحلّى بها المرحوم أحمد هائل سعيد، وهي صفات لا يستطيع أي إنسان امتلاكها، ناهيك عن نزوله الميداني وتواجده الدائم في مقر الهلال الأحمر بتعز، إلى جانب الدكتور الطموح عبدالوهاب الغرباني، الذي قدّم، بصفته مديرًا لمركز الهلال الأحمر في تعز، نموذجًا فريدًا بفضل الدعم المباشر واللامحدود الذي كان يقدّمه المرحوم أحمد هائل سعيد خلال فترة ترؤسه للهلال الأحمر في تعز، حيث دعم الدورات والحالات الإنسانية.
لقد تكبّد عناء السفر لمتابعة استقدام الأجهزة والعلاجات، وحضور المؤتمرات الخاصة بالعمل الخيري، رغم مشاغله الكثيرة في قلعة الاقتصاد الوطني، ممثلةً بمجلس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم، حيث كان أحد رموز الوطن في المجالين الخيري والاقتصادي.
نعم، لم يكن “أبو الكوكبة” (منير، وشوقي، وخالد، وصلاح، ومروان) سوى رجل وطني وخيري، وأحد أبرز الاقتصاديين المتفرّدين في اليمن. وسيرته في دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ودور الأيتام، وغيرها من الأعمال الخيرية، تحوي قصصًا وحكايات يصعب الإحاطة بها أو سردها، خاصة تلك التي تمت في الخفاء، فكيف بما تم الإعلان عنه؟!
الكتابة عن الرجل المؤمن أحمد هائل سعيد مجهدة، وتتجاوز قدرة من يحاول اختصار مسيرة رجل يمني بسيط ومتواضع، خاض بجوار كبير العائلة الحاج علي محمد سعيد مواقف نادرة في نصرة الثورة والوطن، في زمن آثر فيه كثيرون التواري خوفًا من الموت الذي كان الثمن لمن انحاز للوطن، حينما لم يجرؤ الآخرون.
وأنا أقرّ بعجزي، وأنا أسترجع ومضات من سيرته شاهدتها بنفسي، أو قرأتها وسمعت عنها مرورًا، لا سيما وأن اهتمامي آنذاك في تعز لم يكن منصبًا على متابعة الشأن الإنساني ورصد حياة أولئك الأتقياء، الذين كان من بينهم المرحوم أحمد هائل سعيد.
ولا نملك في ذكرى وفاته إلا أن نقول لأولاده منير، وشوقي، وخالد، وصلاح، ومروان: افخروا بأنكم أبناؤه، وافخروا بأنه كان والدكم. الفاتحة لروحه، ولأرواح أمواتكم وأمواتنا.
وبس خلاص.