التخطي إلى المحتوى
الشيخ صالح بن معوض الكبسي “أبو شاجع” يؤكد : دماء الشهداء وقود الانتصار وقضيتنا فلسطين

الشيخ صالح بن معوض الكبسي “أبو شاجع” يؤكد : دماء الشهداء وقود الانتصار وقضيتنا فلسطين.

يمن ماكس : خاص

حصلت شبكة يمن ماكس الإخبارية على بيان هام أصدره عضو مجلس الشورى الشيخ صالح معوض الكبسي “أبو شاجع”، أكد فيه أن الصراع مع أمريكا وإسرائيل صراع مستمر وحرب بلا هوادة، مشدداً على أن دماء الشهداء اليمنيين ستظل منارة طريق نحو النصر وعنواناً للصمود في مواجهة قوى الاستكبار.

وأوضح الشيخ الكبسي في بيانه أن الجريمة الأخيرة التي أقدم عليها الكيان الصهيوني باغتيال رئيس حكومة التغيير والبناء الأستاذ أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء، جاءت ضمن مسلسل الاستهداف الممنهج لليمنيين بسبب مواقفهم الثابتة في مناصرة القضية الفلسطينية، معتبراً أن هذه الدماء الزكية وسام شرف وكرامة لليمن والأمة الإسلامية جمعاء.

وأشار إلى أن الشعب اليمني، وهو يحتفي بالمولد النبوي الشريف، يواصل السير على نهج الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، مجسداً القيم المحمدية في الجهاد والتضحية والفداء، لافتاً إلى أن مسيرة الشهداء من القائد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي مروراً بالرئيس الشهيد صالح الصماد وصولاً إلى الشهداء القادة من الوزراء اليوم، أثمرت قوة وصلابة وارتقاءً في المشروع القرآني.

وأكد الكبسي أن “المسيرة القرآنية” أصبحت رقماً صعباً يحسب له العالم ألف حساب، وأن أعداء الأمة يدركون أن اليمن اليوم يتصدر الصفوف في الدفاع عن فلسطين ويصنع تاريخ الأمة المشرق، في حين ارتمت أنظمة التطبيع في أحضان العدو الصهيوني.

كما شدد على أن مواقف الشعب اليمني ضد أمريكا وإسرائيل ليست مواقف آنية أو مصالح سياسية عابرة، بل هي مبدئية ومرتكزة على ثقافة قرآنية أصيلة، تجعل من العداء للكيان الصهيوني والاستكبار العالمي واجباً دينياً مقدساً، ومن الانتصار لفلسطين قضية مركزية لا يمكن التراجع عنها.

واختتم الشيخ الكبسي بيانه بالتأكيد على أن دماء الشهداء لن تزيد اليمنيين إلا إصراراً وثباتاً، وأن مسيرة النصر ماضية حتى تحقيق وعد الله بزوال الكيان الصهيوني ونيل الأمة حريتها واستقلالها، سائلاً المولى الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، والنصر لليمن وفلسطين ولكافة المجاهدين.

شبكة يمن ماكس الإخبارية تنشر النص الكامل لبيان الشيخ صالح بن معوض الكبسي “أبو شاجع”.

بسم الله الرحمن الرحيم
اليمن وامريكا واسرائيل .. صراع مستمر و حرب بلا هوادة
الشيخ/ صالح معوض الكبسي أبوشاجع عضو مجلس الشورى

الحمدلله القائل في كتابه العزيز: (وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (104) النساء.

وبعد..

في خضم الربيع المحمدي, وبينما اليمانيون يحتفون بنبيهم ويقتدون به سلوكا وعملا وجهادا في سبيل الله، وفي ذروة غيظه أقدم الكيان الصهيوني الغادر الجبان على جريمة نكراء، واغتال ثلة من المجاهدين المرابطين في أعمالهم المدنية لخدمة الناس، على اثرها ارتقى العديد من الأخوة شهداء وجرح آخرين، وعلى رأس هؤلاء الشهداء العظماء الاخ الاستاذ/ أحمد غالب الرهوي وعدد من رفاقه وزملائه الوزراء ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس على طريق القدس.

وبهذه الفاجعة نعزي شعبنا العزيز وقيادتنا الثورية والسياسية وأهالي الشهداء ونترحم على أرواحهم، كما نهنئهم بوسام الشهادة ورتبتها العظيمة، فقد جعل الله الشهادة في سبيله حياة أبدية ونعمة سرمدية، وجعل – جل شأنه – الشهداء في كتابه المبين في المرتبة الثالثة بعد الانبياء والصديقين.

ولا شك ان هذه الجريمة النكراء موجعة ومؤلمة، لكنها من منظور المجاهدين اليمنيين تضحية وقربان في سبيل الله ونصرة المستضعفين، وهي تأتي ضمن المسار الجهادي المنسجم مع تاريخ اليمنيين وأصالتهم وعلى درب اسلافهم من اجدادهم الذين نصروا الرسول والاسلام وأئمة أهل البيت عبر التاريخ، وهم متعودون على ان يقتلون ويقتلون وعندما يقدمون الشهداء فدائما ما تثمر دماؤهم نصرا وعزة وكرامة.

ولنا ان نقف هنا لنستلهم العبر والدروس ونتأمل كيف وماذا صنعت دماء الشهيد القائد الزكية، ودماء الرئيس الصماد، ودماء الشهداء القادة العظماء من عسكريين ومدنيين وآخرهم دولة رئيس الوزراء ورفاقه وزملائه، ارتقت أرواحهم وخلدت حكاياتهم وسطرت مواقفهم على جدارية التاريخ، وظل المشروع هو المشروع، بل قام وظهر، وتوسع وتطور، وبدا أقوى وأصلب، ولم تزده تلك التضحيات الا قوة وعزما واصرار على مواصلة المشوار.

لأن تلك التضحيات التي يبذلها الشعب اليمني في سبيل الله وانتصارا لقضية الأمة المركزية، وأبناء اليمن حملة مبادئ وقيم يأنفون الضيم ويرفضون الخنوع ولا يطيقون العيش تحت المذلة، وقيادتهم مصدر الهام لهم، ونور هداية يضيء دروبهم، وهي محط فخرهم، وعنوان عزهم، بها يباهون الامم، ومنها يستمدون منهجيتهم القرآنية التي تعد مرجعية قانونية.

وكل شهيد هو بحد ذاته مشروع شهادة، عاش حاملاً روحه على كفه، مدركاً قبل أن ترتقي روحه إلى بارئها أن تلك القضية التي نذر حياته من أجلها غالية الى درجة أن يرخص لها الغالي والنفيس بما في ذلك دمه الزاكي، ويعتقد قبل أن يستشهد أنها تستأهل أكثر وأكثر، وهذا الوعي الإيماني والارادة الصلبة والإصرار على الصمود والاستمرار والصبر هي خطوات اجرائية لصناعة ملحمة النصر لهذا الشعب الابي الشجاع الذي يحمل روحية الشهادة والعطاء والتضحية والفداء ويلبي دعوة قائده بجموعه المليونية المتزايدة.

وهذا ما يؤلم العدو ويصيبه في مقتل، فالعدو يعرف أن المسيرة بقيادتها ومنهجها وشعبها وجيشها تجسد دين الاسلام المحمدي الصحيح، وهو يخشى كما عبر من أن يظهر محمد جديد، وقد ظهر محمد حقاً متجسدا في الحفيد. فكما بدا اليمن متصدرا الصفوف في اسناد غزة فقد ظهر أيضا محتفيا بذكرى المولد النبوي الشريف طوال شهر ونيف بما لا يوجد له نظير في العالم.

كما أن العدو يعلم علم اليقين أن جرائمه ضد الشعب اليمني لا تفت في عضده، أو تثنيه عن موقفه، وأن الصواريخ ستظل تنهال على رأسه، والحصار مفروضا على شعبه مهما بلغت التضحيات، فبمجرد سقوط شهيد يبادر المئات والآلاف ويغطون مكانه ويرون في الشهادة فخر واعتزاز، كيف لا؟ وهم يمثلون الاسلام، كل الاسلام في مواجهة اليهود والنصارى وعملائهم، وهذه مبادئهم المعروفة عنهم، عليها يحيون ويجاهدون وعليها يستشهدون، غير نادمين ولا متراجعين.

فالمسيرة القرآنية تحمل شعار العداء لأمريكا واسرائيل كأعداء للأمة بمنطق القرآن الكريم، وتهتف بعبارات تجسد هذا العداء ضمن هتاف الحرية وصرخة البراءة من أعداء الله، وهم كمسلمين تحت قيادة قرآنية حكيمة حملوا على عاتقهم هم الأمة وقضية الأمة المركزية فلسطين، وكانت من اول الملازم والدروس للشهيد القائد رضوان الله عليه يوم القدس العالمي، واهتمام السيد القائد يحفظه الله بفلسطين لا يدانيه اهتمام، وكلماته تؤكد كيف أنه يتابع الوضع عن كثب بالأرقام والتفاصيل غير متفرجا بل مشاركا بكل ما في وسعه ضمن مراحل تصعيدية واعداد وتطوير مستمر لمواجهة الاعداء من اليهود والنصارى.

وهو عداء لا يتأثر بعوامل الوقت ولا بالمصالح، بل مبدأ مترسخ وواجب شرعي ومقدس، واعداؤه من اليهود والنصارى يعرفون أن هذا الشعب يمن الايمان والحكمة ذو هوية ايمانية ولديه تسليم لقيادته القرآنية التي جعلت من شعبها رقما صعبا يشار اليه بالبنان ويحسب له العالم الف حساب، وهم على يقين أن المسيرة دون غيرها امتداد للدين المحمدي الاصيل، وان هذا الدين مكتوب له الغلبة، وموعود بالنصر، أما هم فموعودون بالزوال وفقا ً للحتميات الثلاث.

كما ان معركتنا معهم معركة وجود، وتحديد مصير، وهذا ما تحكيه أدبيات المشروع القرآني وهذا ما يبعث القلق لديه، فالعدو لا ينظر الى ما لدينا من امكانيات، بل الى ما نحمل من ثقافة ووعي ومعنويات والى ما لدينا من رؤى، وما لدى قادتنا من توجهات. وهذا ما أشار اليه الشهيد القائد رضوان الله عليه.

ولأن اليهود يعرفون ذلك ناوأوا المشروع العداء، وفي سعي للحد من تلك القيم ولاستئصال المبادئ التي تشكل الهوية الايمانية لليمنيين سعت امريكا واسرائيل منذ سنوات الى انتزاعها او التأثير عليها لعلمهم بأنها نقاط قوة وعوامل ثبات تجعل اليمن صعب عليهم، وسعوا لذلك من خلال خلايا وعملاء وخونة وبأسماء وبرامج مختلفة وفي مختلف المجالات التعليمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

ولكن المسيرة القرآنية وأجهزتها الأمنية كشفتهم وأحبطت مساعيهم وردت بضاعتهم اليهم، ولم يجنح اليهم سوى القليل من هذا الشعب الاصيل.

كما انه وفي معترك الصراع بين المشروع القرآني والمشروع الصهيوني دفعت أمريكا واسرائيل بالسلطة الى شن ستة حروب بغية القضاء على المشروع وقيادته، ودعموا واشرفوا على العدوان، وفي كل مرة يقوم المشروع أقوى.

فشنوا عدوان تحالف عربي غربي اعلن من واشنطن وطوال عشر سنوات انتهت بهزيمته، واليمن اليوم في مواجهة مباشرة مع العدو الامريكي والاسرائيلي وتتلقى الضربات وتقدم التضحيات، وآخرها رئيس حكومة التغيير والبناء ورفاقه الوزراء الذين صعدت أرواحهم وهم مجاهدون يؤدون واجبهم في خدمة أمتهم، لكن هذا شرف وكرامة وفخر واعتزاز كونه يأتي في سياق الانتصار لمظلومية غزة.

وهو شعب حر مستقل يمتلك قراره ويحدد مساره ويأبى الخنوع والارتهان للأعداء كما هو حال أنظمة التطبيع والعمالة التي كشفت عن سوأتها وتماهت مع عدوها الذي يصرح للعلن بنيته احتلالها واستباحتها.

في حين اليمن يصنع تاريخ الامة المشرق الوضاء ويتصدر هو الصفوف في الدفاع والذود عن الأمة الاسلامية جمعاء مقدما حكومته التي أضحت بحق بعد ارتقاء رئيسها ومكتبه وسكرتيره وعدد من وزرائها شهداء حكومة الأمة جمعاء.

الرحمة للشهداء، الشفاء للجرحى، الخلاص للأسرى، النصر والفرج لليمن وفلسطين ولسائر المجاهدين.

والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.
10 ربيع الاول 1447هـ الموافق 2/9/2025م