التخطي إلى المحتوى
أسرار بادويلان … مذيعة الصباح وصانعة الدهشة “تفاصيل”

أسرار بادويلان … مذيعة الصباح وصانعة الدهشة “تفاصيل”.

يمن ماكس : حوار : منير الحاج

كُنتُ على موعد مع الصمت أمام السرد الماتع ، واللحظات المشتقة من لحن الصبر والطموح الكبيرين لمذيعة مثلت واجهة الصباح الأثيري وكاتبة تعزف الحروف على ضوء القمر صانعة سيمفونية من الدهشة والحب ، لذا اكتفيت بالتدوين والاستماع لقصة رُويت منذ زمن الحلم وبذرته الأولى ، لطالما كنت تواقا لمعرفة خفايا الناس ، تطلعاتهم والآمال ، وها أنا أنثرها بين أيديكم كقدوة سامية يستنار بها وستمضي الأجيال على خطاها ذات يوم ، ففي الحياة متسع كبير يجعل من الطامحين كقمة سامقة لا يطولها الأقزام ، المستقبل مليء بالصعاب محفوف بالمخاطر يحمل بين طياته الكثير من الأسرار ، سنكشف بعضها اليوم في حوارنا مع أسرار والمستقبل سيفصح عما تبقى…

أسرار بادويلان
– مذيعة أثيرية ، سيناريست ، وقاصة.
– لا أرغب بتجربة عبر التلفزة.
– صوت وكيان ، حضرمية الصوت والرائحة ، تسكن في صنعاء الممتلئة بصوتها.
– ولد حلمها وتوسعت مداركها في كلية الإعلام بجامعة صنعاء.
نحن عائلة لا تصنع المعارك أبدا ، فوالديّ كانا وما زالا المحفز والدافع بمواصلة الدرب.
– أوبرا وينفري ، أدهم الشرقاوي شخصيات غيرت مجرى حياتي.
– خليل القاهري ومحمد المحفدي مذيعان أتخذ منهما قدوة لي في الإعلام.

الإعلام … خارج الحسبان

كطائر كانت تحلق بعيدا عن سماء الإعلام متخذة من قسمي الهندسة واللغات هدفا ومستقبلا ولكن تأتي الرياحُ بما لا تشتهي السفن ، إذ شاءت الأقدار أن تصبح طالبة في كلية الإعلام ، المجال الذي انغمست فيه رويدا رويدا كحلم استيقظت فيه وهي تطوي صفحات الملزمة كمايك تارة وتارة أخرى تتخذ من علبة الماء البلاستيكية (مايك) ، متقمصة دور المذيعة ، والصديقات جماهير مشجعة بكل رحابة صدر ، جو جامعي إعلامي صنعته برفقة صديقاتها اللاتي توقعن لها بأن تكون مذيعة ذات حضور وتأثير.

البداية … وتجاوز الصعاب

البداية المهنية – لا سيما للمبدعين – محفوفة بالصعاب ، معبدة بالأشواك ، والمقربون منهم كأوراق الخريف سرعان ما يتساقطون ، الطامحون وردة ذابلة بالهزائم المجتمعية مزهرة بما تملك من مهارات وقدرات وحين سألنا اسرار عن بدايتها والتنقلات تناست العاب واكتفت ( مرت الأيام بكلية الإعلام وبدأت أسأل نفسي لماذا لا أبدأ بشق طريقي نحو النجومية والحلم من خلال إيصال صوتي للجمهور عبر الأثير فكانت البداية عبر إذاعة إف إم شباب والتي مثلت لي انطلاقة حقيقية في المجال الإذاعي ، ثم كان الفضاء رحبا امام التجارب والفرص العديدة حيث التحقت بإذاعة جراند لفترة وجيزة ثم بات أثير إذاعة أصالة إف إم نافذتي للجمهور منذ أشهر عدة ، ولم يقتصر نشاطي على هذا فحسب بل لدي بعض الأعمال الخارجية والأعمال الخاصة لجهات حكومية ومنظمات مجتمعية .

الإنجازات وتحدي الزمن
(الإنجاز محدود بزمن والخبرة تراكم سنوات من العمل) مفاهيم يشوبها اللغط الكثير لكن الحقيقة تترجمها أسرار ومثيلاتها وهذا ما نستشفه من خلال ما قدمته من برامج خلال فترة وجيزة لا تتجاوز بضع سنوات إذ تحكي بادويلان عن برامجها دارجة إياها تحت الأنواع البرامجية الاجتماعية والثقافية والفنية والترفيهية كبرنامجها
(يوم جديد-يسعد صباحك-ورقة من كتاب -سفرة رمضان -جونا عيد-ياسين على الرابح وأصالة هذا الصباح) ن إضافة لعملها ضمن قراء الإعلانات والممثلين الإذاعيين.

المذيع واللا استقرار

المتابع للإعلام اليمني يشعر أن المذيع غير مستقر على مكان ما يخلق لديه الكثير من التساؤلات لعل أبرزها هل ذاك الأمر بمحض الإرادة أم لا ؟ وما الذي يحدثه هذا التنقل المستمر في حياة الإعلامي وهنا تقول أسرار ( لقد استفدت من خلال التنقل الكثير من الخبرات والتجارب المختلفة ، وعرفتني على زملاء بمختلف المستويات والقدرات في المقابل تنقلي لم يكن بمحض إرادتي ولكن الأحداث الدراماتيكية والوضع المنهار للبلد لم يعد يميز بين الموهوبين وغيرهم وسيطر بقدر ما سيطرت المحسوبية على وضع الإعلاميين والتي حصرتهم في دائرة ضيقة.

برامج الصباح … حكاية طويلة

ارتبطت أسرار بادويلان في أذهان المستمع من خلال البرامج الصباحية التي قدمتها في ثلاث إذاعات مختلفة منذ التحاقها بالعمل الإذاعي وحين سألناها لماذا ؟ …. قالت…

لأن الصباح روح الحياة.
وأهم جزء في يومي هو الصباح .
ولأن برامجي دائماً ما كانت تقدم بعفوية.
والعفوية شيء جميل لكنها لا تناسب الحديث مع ضيوف الصباح لا سيما المثقفين ومن ينتمون للأدب وهنا قد أُبالغ إن قُلت أني مطلعه على جميع أعمال من استضفتهم من الكتاب ، وقد استضفت بعض الذين ذاع صيتهم في أواسط المجتمع حيث قمت بالاطلاع على أعمالهم التي قدومها ثم قمت باستضافتهم وقد تشبعت بخلفية كاملة عنهم.
ما يجهله الكثير هو ميزة التقديم الجماعي ومشاركة الأثير في الصباح من قبل مذيع ومذيعة وهذا ما أفضله رغم تقديمي الانفرادي إلا فيما نَدُر.

الإعلامي … والتطوير المستمر

أنا كإعلامية دائماً ما أبحث عن اكتساب المزيد من الخبرات والمعارف التي قد تساعدني في صقل وتقوية أدائي كمذيعة ولكن ليس كل تلك الدورات قد تحمل المعرفة إنما قد تحمل في مضمونها الكسب المادي.

الإذاعة بين الفرصة والاستغلال

الإذاعة فرصة لأنها تتيح للشباب ممارسة الاعلام بشكل عملي والذي يمكنه من تطبيق كل ما تعلمه في سنوات دراسته.

واستغلال لأن القائمين عليها يستغلون بعض الأصوات الجميلة وخصوصاً تلك الأصوات التي لم يسبق لها أن عملت من قبل فهم يقومون باستغلالها تحت حجة انهم غير معروفين وأنهم بهذا يسدون لهم خدمة ويدفعون بهم نحو النجومية ولكن في الحقيقة هم يكسبون أموالاً طائلة من خلف تلك الأصوات التي لا تدرك ماهية العمل الإعلامي وقيمة الدخل التي تدِرُه على المؤسسة الإعلامية.

المذيع … جملة معايير
في زمن اختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين بتنا لا نفرق بين المتخصصين والهواة ، بين من يستوفون معايير المهنة وبين من يتسلقون على كتف الفراغ إذ أن الأمر من ذلك جهل الغالبية بمعايير المذيع وهنا تدلي أسرار بالقول (المذيع ليس صوت فقط ، مهم أن يكون مثقفا وواسع الاطلاع في مختلف مجالات الحياة متمكنا من اللغة فاهما للقوالب البرامجية المتعددة وقبل هذا يجب أن يملك قلما يمكنه من التعبير والصياغة الصحيحة ، والقراءة يجب أن تكون جزء من حياة أي مذيع ).

الكتابة … لمن يجرؤ

تكتبين خواطر بكل جرأة في مجتمع يحارب الفتاة التي تخرج عن إطار المألوف لفتيات يعشن في جلباب خوفهن من كلام الناس؟ فكيف حققتي ذلك؟

ما الجرأة التي تقصدها في سؤالك بالتحديد؟!
إذا كنت تقصد الحديث عن المشاعر والحب فلا يوجد أي جرأة تتعلق بهما
فطرة خلقها الله فينا ورسول الله لخص الحب حين قال “كنت فقيرا فأغناني الله بك يا خديجة”
نحن بالحب نحيا ونبني ونعتنق الإنسانية، وما المرء إلا كائن جامد لا خير فيه بدون مشاعر ..
ما دون ذلك أنا لا اتخطى حدود العادات والتقاليد الوسطية ولا أكتب إلا ما أعبر به عن قناعاتي فقط.

حرف أسرار … توقيع كاتبة

رسالة من الفتاة ذات الشعر الجعد ✉

الى جارتنا البدينة جداً..
التي تسكن بجوارنا رسالة إليكِ..

جارتنا العزيزة وإن لم تكوني عزيزة ابداً

ألا تعلمين بأنني فتاة عاطلة عن العمل وأنني طيلة الوقت في المنزل وليس لدي أصدقاء وتعلمين أيضاً بأنني قبيحة المظهر ولن أتزوج أبداً مثلما تقولين .. وأنني فتاة ذات شعراً جعد
أعلم ذلك جيداً ..

ألا تعلمين بأنني وحيدة وان زوجة ابي مجرد امرأة حمقاء تجعلني فقط تحت سيطرتها..

بالمناسبة هي بدينة مثلُكِ تماماً
فالطيور على اشكالها تقع كما يقال

جارتنا العزيزة
أصبحتُ أعاني من ألم حاد في أُذني والسبب صوتك الذي يزعجني نهاراً وليلاً
سؤال لماذا ؟ في الصباح تصرخين وفي الظهيرة تصرخين وفي المساء تصرخين لماذا؟ ألا تتعبين فلترحمي حنجرتك ولترحمي أطفالك الصغار

جارتنا ال..
جارتنا فقط هذه المرة
أصبحت أضحك جداً عندما أسمعكِ تغتابينني أنتِ وزوجةأبي وتقولين ما زالت تلك القبيحة في المنزل نعم جارتنا ما زلت في المنزل
مجدداً فلتصمتي قليلاً اريد أن أنام ، أن أكتب ، أن أحلم ، أن أفكر بصمت ، أرجوكِ ف لتهدئي قليلاً فقط.

#نص فارغ .

طموح مستقبلي

صوتي جزء لا يتجزأ مني فأطمح
أن أكون صوتا مسموعا لدى العالم أجمع.
بين القراءة والكتابة ثمة حياة.
فأطمح أن
أكون كاتبة على مستوى العالم.

أتمنى أن يوجد إعلام مستقل
إعلام بدون استغلال واستغفال
إعلام يساعد في بناء المجتمع ورقيه.