التخطي إلى المحتوى
الشيخ  البحر  و أبناء  ماوية  الأوفياء

الشيخ  البحر   و أبناء  ماوية   الأوفياء

✒️بقلم  رفيق الحمودي .

لم تكن مجرد وقفة قبلية عابرة تلك الوقفة التي شاهدناها وتابعناها في عدد من وسائل الإعلام الوطنية لأبناء مديرية ماوية بمحافظة تعز وهم يجسدون معاني ودلالات التضحية وقيم النبل والوفاء والوطنية مثلما جسدوها على أرض الواقع وعمليا في جبهات العزة والكرامة ومختلف مواقع الشرف والتضحية والفداء .

فقد كانت وقفتهم أمس في إحدى قرى مديرية ماوية نموذجا لمواقف أبناء تعز الشرفاء الرافضين للعدوان وأدواته ومرتزقته.

لقد اقشعر بدني وأنا أشاهد تلك الوقفة القبلية لمشائخ وأعيان ومختلف أطياف أبناء مديرية ماوية وهم يقدمون قافلة الدعم والمساندة ويجودون بأموالهم لدعم جبهات الشرف ومساندة رجال الرجال بملايين الريالات إضافة إلى الدعم العيني ، في موقف جددوا فيه استمرار صمودهم ضد العدوان السعودي الإماراتي ومساندتهم للجيش واللجان الشعبية ، في موقف قبلي يبعث على الفخر والإعتزاز لكل يمني حر .

لقد كان هذا الموقف القبلي أحد المشاهد المتكررة التي قدمتها ولا تزال تقدمها مديرية ماوية بمحافظة تعز ومواكبة لمواقف ميدانية كان فيها أبناء ” ماوية ” السباقون لتقديم التضحيات وأداء الواجب الديني والوطني للدفاع عن الدين والوطن بالغالي والنفيس .

وما إن بدت اولى ملامح الوقفة حتى تأكد لي ما كنت أبحث عنه من إجابة للسؤال عن شيخ مشائخ مديرية ماوية وأحد قيادات تعز الوطنية الا وهو اللواء أمين علي عبدالله البحر ، هل حضر أم لا ؟

وبالفعل برز الأسد الجسور والشيخ الحكيم والسياسي المخضرم والقيادي المحنك ليتقدم وبشموخ _ بحفظ الله _ الوقفة القبلية كما هو المعتاد في تقدمه كل فعاليات العزة والكرامة والإباء .

ومن منطلق الإنصاف القول أن هذا الإنسان لم يلق حقه من الإنصاف والإجلال كقائد وطني لا يأبه بأحد من معارضيه ولا يسأل عن مكافأة او عن مؤيديه ولا يسعى لمطامع دنيوية أو ذاتية زائلة وزائفة .

وشئنا أم أبينا .. اختلفنا معه أم اتفقنا .. رضينا أم لم نرض .. أعلنا أم أسررنا .. يبقى اللواء / أمين علي عبدالله البحر هو أول من وقف بتعز وبوضوح ضد العدوان السعودي _ الإماراتي _ الأمريكي الغاشم بل ومنذ الوهلة الأولى تبرع بأراض كان يملكها لأجل مساندة أنصار الله ، ليس لحاجة الأنصار وإنما دعما منه للمسيرة القرءانية ومشروعها المدافع عن الدين والوطن والعرض والرافض الوصاية وكل أشكال الهيمنة الخارجية .

ليس هذا فحسب بل إن الجميع من القيادات الوطنية يدركون أن القائد العسكري ” البحر ” كان هو أول من أمسك بزمام الأمور ووقف بالواجهة لرفض وصد العدوان السعودي الأمريكي إبان هروب محافظ تعز الأسبق شوقي هائل وصمت العديد من الوكلاء والقيادات ليتصدر ” الشيخ البحر ” هو المشهد باعتباره – آنذاك – وكيلا بمحافظة تعز لشؤون الدفاع والأمن ، حتى أن منزله ومنازل أشقائه وبعض أقاربه هي من أوائل المنازل التي تم تدميرها بتعز من قبل طيران العدوان السعودي الإماراتي وهذا بعد أن تم الهجوم عليه بالأسلحة المختلفة في أحد منازله من قبل عناصر الإخوان وابو العباس ليكن بذلك أول من تم التهجم عليه وعلى منازله ومنازل أسرته الكرام من قبل العدو الخارجي بمساندة مرتزقته بالداخل من الجماعات المارقة المحسوبة زورا على الإسلام والمسلمين.

كل تلك التضحيات التي قدمها ولا زال يقدمها الشيخ أمين البحر ليست بغريبة على أسرة عانقت النضال الوطني ويعتبر أبنائها بحق رجال دولة في كل المراحل شاء من شاء وأبى من أبى .

وما مواقف اللواء الأمين إلا انعكاسا لمواقف أسرته ومتوارثة عن مواقف أبيه الشهيد المناضل / علي عبدالله البحر الذي استشهد وهو يدافع عن الوطن وعن قيم السلم الاجتماعي ، ورافضا للظلم والإذلال .

فقد انتهج الشيخ / أمين سياسة الاستمرار في دعمه لكل موقف وطني ولأنه الإنسان الذي لا يعرف النفاق ويعمل لخدمة وطنه في كل الظروف فقد تم تعيينه مديرا لأمن محافظة تعز بمناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبية ولأنه يعتبر المسؤولية تكليفا لا تشريفا فقد قبل المهام الموكلة إليه ولأنه حر ويقف دوما إلى جانب مواقف العزة والكرامة الرافضة للظلم ولا يقبل الضيم فقد استقال من عمله كمدير أمن وتفهمت القيادة أنه على حق فأعادته تقديرا له وللثقة بعطاءاته ، ليتم وبعد فترة زمنية إعادته ولكن كمحافظ لتعز ليوجد خلال فترة ترؤسه القصيرة لمهام السلطة المحلية العمل المؤسسي والإداري الى جانب اهتمامه بجبهات القتال في مواقع الشرف والبطولة ولأنه وكما أسلفت صاحب موقف ثابت لا يتغير ولا يتبدل فقد كان موقفه واضحا من التداخلات في العمل ومن مواقف عدة رأى انها تعيق عمله وتتداخل في اختصاصاته فقدم استقالته رافضا أن يكون سببا في عرقلة الأداء، حسب اتهامات قلة عليه ، ورافضا أن يكون ايضا سببا في حدوث فساد قد ينسب إليه ظلما وبهتانا باعتباره كان رئيس السلطة المحلية بالمحافظة والمسؤول الأول عن اي اختلالات تذكر.

ورغم ابتعاد هذا القائد عن الدور الإداري إلا أنه لم يبتعد عن دوره الميداني والجهادي على وجه الخصوص ولا أعتقد أن ثمة من يستطيع أن يزايد على هذا القيل اليماني الأصيل .

ويواصل اللواء أمين البحر دوره الجهادي وتضحياته ويحرص باستمرار على توجيه محبيه من أبناء ماوية الأوفياء بالمشاركات الدينية والوطنية والجهادية الفاعلة والمسؤولة وفي كل المناسبات والمواقف التي تتطلب منهم ذلك .

ولا تمر مناسبة إلا ويلحظ الجميع المشاركات الفاعلة لأبناء مديرية ماوية وعلى مختلف الأصعدة.

وهكذا نلحظ هؤلاء الأشاوس من ابناء مديرية ماوية في شتى ميادين البطولات ..
ففي الميدان هم الأسود الضواري الذين يتصدرون مواقع البطولات أينما وجدوا ويتقدمهم اللواء أمين البحر غير منتظرين لمكاسب او مغانم ، وهم الكواسر البواسل إذا ما اشتد البأس وحمى الوطيس ودار النزال وهم الذين يعتبرون اي منصب يوكل إليهم تكليفا لا تشريفا ولا يرفعهم او ينقص منهم لأنهم اصول تدافع عن العزة والكرامة دوما وليسو فروعا تتشدق بمآثر او ادعاءات .

وماحملني على الكتابة في هذا المنوال هو مشاهدتي لتلك الوقفة القبلية التي أعادت للأذهان المواقف المشرفة والمتواصلة لقبائل ” ماوية ” وقائدها ، القائد الوطني الهمام الشيخ اللواء أمين علي البحر الذي يشهد الله لا يعلم مسبقا بكلماتي هذه ولا حتى بتوجهي لهذا الحديث مثلما انه ليس بحاجة أصلا لهذا الإنصاف وإنما هي أمانة الكلمة التي تستوجب من كل صاحب قلم أن يقولها في حق هكذا هامات وطنية وبحق كل إنسان حر شريف يذود عن دينه ووطنه ويضحي لأجل حرية واستقلال الوطن وأبنائه .

أخيرا : خالص التحايا وتعظيم سلام للشيخ اللواء المجاهد / أمين البحر عضو مجلس الشورى .

وكل معاني العرفان والإجلال والتقدير لأبناء مديرية ماوية الأشاوس الصامدون المجاهدون المدافعون عن كرامة الوطن وسيادته وعن أبناء وطنهم الذين يبادلونهم الوفاء بالوفاء .

و سلام على المتقين.