العرض العسكري في صنعاء يؤكدحقائق الردع للدفاع عن الأرض اليمنية
تحليل /عبدالله علي هاشم الذارحي
بثت القنوات الفضائية اليمنية، ووسائل إعلام عربية وعالمية العرض العسكري الأضخم في تاريخ اليمن والذي نظمته قوات الجيش اليمني في صنعاء بوحدات رمزية من التشكيلات العسكرية والأمنية والآليات والمعدات الحربية،
في استعراض مهيب، لما وصلت إليه القوات اليمنية من تطور نوعي في القدرات العسكرية، وجهوزيتها الفنية والقتالية واستعدادها الدائم للدفاع عن الأرض اليمنية ضد المعتدين والغزاة والمحتلين.
*تلك التشكيلات لم تكن إلا وحدات رمزية، لا تمثل سوى جزءاً يسيراً من القوات العسكرية اليمنية المرابطة في الثغور وبطون الأودية والجبال وعلى السواحل اليمنية، وفي مختلف مواقع جبهات الصمود.
*الأمر الملفت في العرض العسكري هو استعراض القطع الحربية المحلية الصنع من الصواريخ الباليستية المتعددة والمتنوعة ما بين صواريخ بر بر، وصواريخ بحرية، وصواريخ أرض بحر، وصواريخ أرض جو ومنظومات الدفاع الجوي التي كُشف عنها لأول مرة، إضافة إلى استعراض قطع حربية يمنية الصنع من الزوارق الحربية القتالية والراصدة والزوارق المسيرة، والنماذج الجديدة في صناعة الطيران المسير،
*فضلا عن استعرض لبعض النماذج من الطائرات المسيرة التي كشف عنها سابقا.ً وكان لها دور فاعل جداً في المعارك التي شهدتها جبهات القتال في مواجهة تحالف العدوان ومرتزقتهم.
*محللون عسكريون يمنيون وعرب اعتبروا هذا العرض العسكري وما كشف فيه من أسلحة جديدة يمنية الصنع يؤكد حقيقة واحدة هي أن اليمن استطاعت بالفعل أن تقلب موازين القوة في
الجزيرة العربية والمنطقة برمتها.
*فاليمن سابقاً لم تكن صاحبة قوة عسكرية تمكنها من أن تكون هي المبادرة بأي حرب، وهذا ما تأكد من خلال شن التحالف السعودي الإماراتي المدعوم غربياً عدوانا همجيا سافرا على اليمن في مارس 2015، عندما كانت اليمن تعاني من الضعف والهشاشة، ومع ذلك يظل الفارق العسكري الهائل في القدرات والقوة العسكرية في اليمن مقارنةبما لدى التحالف العسكري بقيادة السعودية من عتاد حربي هائل ودعم استخباري ولوجستي، وغرف عمليات ومدربين وخبراء امريكان وبريطانيين، ودعم استخباري أيضاً من الكيان الصهيوني، هذا بالإضافة إلى عدم امتلاك اليمن الغطاء الجوي وتفوق التحالف في هذه النقطة.
*رغم هذا الفارق الكبير في ميزان القوة العسكرية بين الطرفين منذ لحظة العدوان، يؤكد محللون إن ما هو واضح اليوم هو أن اليمن أصبحت هي المبادرة، وهي من ترسم ملامح التحرير للتواجد الاستعماري الغربي في اليمن، وفي المنطقة عموما، وإعادة التوازنات من الناحية الاستراتيجية، وردم الهوة والفراغ في عملية البناء العسكري وجعله في صدارة الاهتمام المتزايد.. ويحسب هذا الدور للقوات اليمنية التي تبني ذاتها، وإعادة بناء وتأهيل ملاكها البشري من النقطة صفر وهذا هو التوجه الجديد للقيادة السياسية والعسكرية في الاهتمام بتطوير القدرات العسكرية وإعداد الجيش بصورة مهنية عالية، لتغييّر معادلة التوازن، وجعل الجيش رافعة وطنية للتنمية والبناء وحراسة مكاسب ومنجزات ثورة 21 سبتمبر المجيدة.
*الواضح اليوم أن تحالف العدوان السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً وبريطانيا وإسرائيلياً لم يعد قادراً على المبادرة، لأي فعل عسكري لتيقنه بأنه سيخرج بالمزيد من الفشل. وتؤكد الوقائع والأحداث فشله وهزائمه في مواجهة اليمن حين كانت ضعيفة. أما اليوم فإن اليمن تمتلك قوة عسكرية ضاربة أثبتت قدرتها وفاعليتها وحنكتها وشجاعتها القتالية ومراسها الحربي في معارك الدفاع عن الوطن التي لقنت الأعداء الهزائم المتتالية خلال ثماني سنوات من العدوان الغاشم، واضحت اليوم على أعلى الجهوزية لتوجيه ضرباتها المدمرة في عمق أراضي العدو.
*وأعتبر سياسيون مهتمون بالشأن اليمني أن الكارنفال العسكري الذي أقامته القوات اليمنية المسلحة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء للاحتفال بمناسبة الذكرى ال 8 لثورة 21 سبتمبر الظافرة، لا يثبت عن مدى ما وصلت إليه من قوة، فحسب بل يؤكد فشل التحالف وهزيمته المدوية في اليمن، كما يعد بمثابة إعلان انتصار لقوات حكومة صنعاء.
*ويرى مراقبون أن الاستعراض العسكري المهيب في العاصمة صنعاء أثبت حقائق عدة منها بأن حكومة صنعاء أصبحت قادرة على انتزاع حقوق الشعب اليمني بالقوة بإثبات جدارتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية، فيما بات أعداءها يحسبون لها ألف حساب، فهناك من كان يصنفها بحكومة الإرهابيين والمليشيات وغير ذلك من الهرطقات.. لكنهم اليوم يتهافتون من أجل التفاوض معها خشية على مصالحهم من تراسانتها العسكرية القادرة على إصابة شرايين اقتصادهم بالدمار الشامل.
*لقد سقطت كل مزاعم تحالف العدوان، وما كانت تروج له ماكينته الإعلامية منذ الوهلة الأولى من بدء عدوانه الغاشم على اليمن، وثبت زيفها، منها على سبيل المثال مزاعم إعادة ما تسمى “الشرعية” التي تم اسقاطها في العاصمة السعودية الرياض في أبريل الماضي وتشكيل بدلا عنها مجلس رئاسي، وفرض إقامة جبرية على الرئيس المنتهي ولايته عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن، وتشظي صف أدوات العداون، وأخذ كل طرف يصفي الطرف الآخر في معارك مسلحة لازالت ملتهبة حتى اليوم.
*وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات للرئيس الأمريكي جون بايدن الذي أعلن فيها عن أن “الحرب في اليمن انتهت”، معلقين عليها بأنها تعد بمثابة اعتراف بالهزيمة والرضوخ لمطالب صنعاء الذي كان التحالف يماطل ويتنصل عن تنفيذها منذ بدء سريان الهدنة الأممية منها رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة وصرف رواتب موظفي الخدمة المدنية،
*ومالم يتم تنفيذ بنود الهدنة، فإن شعبنا اليمني الذي تجرع مرارةالحصار الإنساني على مدى ثماني سنوات أصبح اليوم على قناعة تامة بأن قلب الطاولة على دول العدوان أصبحت ضرورة لابد منها للدفاع عن كرامته ، وحقه في العيش دون هذا الامتهان السافر للحقوق الانسانية.؛