أتوا على غفلة من التاريخ .. فباعوه !!
محمد عيدروس العمودي
باعوا الوطن والإنسان ، وسلموا الجزر والموانئ ، أباحوا واستباحوا الخيرات ، ومكنوا التحالف من الثروات والمقدرات ، لم يتركوا شيئا ، شجرا وحجرا في اليمن ، إلا وجعلوه رهنا بيد أسيادهم في التحالف ، وحتى ” دم الأخوين ” أهدروه لأعراب الإمارات الذين سارعوا في اقتلاع عدد من تلكم الأشجار التي تحوم حولها الأساطير وتتزين بها جزيرة سقطرى لتشحن بعد ذلك إلى أبوظبي ، وها نحن نراهم اليوم يعرضون تاريخ اليمن العريق في المزادات العلنية الدولية .
تجريف لليمن وإرثها الحضاري الضارب في جذر التاريخ وأعماق الماضي ، يقوم به أوغاد يشكلون امتدادا لسلسلة أوغاد آخرين ، وآخر حلقات مسلسل بيع اليمن في سوق ” النخاسة ” الدولية هي ” قطعة أثرية حجرية قديمة، من المستحيل تقريبًا العثور على مثلها في جنوب شبه الجزيرة العربية وهي من القرن الأول أو الثاني الميلادي ” ، بحسب الباحث اليمني المتخصص بالآثار اليمنية عبدالله محسن ، والذي أكد بأن عرض التحفة الأثرية اليمنية سيتم ، خلال نوفمبر القادم ، في دار مزادات روبن وريتشي للفنون الجميلة في مدينة تفاريس بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية .
لم يبتدع النخاسون الجدد تلك الخطيئة التي خلفت جملة من الخطايا والآثام تستحق كل واحدة منها عقوبة الإعدام بالمقصلة الفرنسية ، إذ أنهم يمضون على خطى زعيم مافيا بدأ حياته مهربا عبر ميناء ” المخا ” مذ كان ضابطا في تعز ، وكقائد عصابة محترف ، عمد الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح على سن سنن أدت بكل من اقتفاها إلى الوقوع في شرك العمالة للسفارات الأجنبية ، مرورا بالإرتهان للخارج ، ووصولا إلى الخيانة للوطن والإرتزاق بمقدرات الشعب .
اتبعوا ” كتاب صالح ” حرفا حرفا ، لينتهي الأمر بالبلد كما هي عليه الآن ، أولئك القوم هم من وصلوا إلى مناصبهم على غفلة من التاريخ فباعوه بثمن بخس في أروقة مزادات ” القوى الكبرى ” الناهبة لثروات الشعوب وحلفائهم من دول ” البترودولار ” .
ياحثالة البشر وأرذل الخلق ، إنها ليست مجرد قطع أثرية تعرض للبيع ، بل هي قطع من قلوبنا تنتزع ، وحشايا من أفئدتنا تتمزق ، لكم ولكبرائكم الويل والثبور بأفعالكم القبيحة بحق اليمن ” الأرض والإنسان ، والحضارة ” .