التخطي إلى المحتوى
أمريكا تفشل سياسيا وعسكريا وتحالف الإزدهار يتلاشى في البحر الأحمر

أمريكا تفشل سياسيا وعسكريا وتحالف الإزدهار يتلاشى في البحر الأحمر

بقلم/ عبدالاله عبدالله

 

قوبل العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن برفضٍ واسع من قبل الكثير من دول العالم التي عبرت في بيانات لها عقب القصف الذي استهدف العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، عن استهجانها للأعمال العدائية الأمريكية البريطانية التي تسعيان من خلالها لإشعال الصراعات في المنطقة وانتهاك سيادة الدول بحجج ومزاعم واهية.

الاستياء والرفض الدولي للعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن وصل إلى مجلس الأمن الدولي حيث عبرت ثلاث دول من أصل خمس دول عظمى في المجلس عن رفضها للقصف الذي وصفته بالهجوم غير الشرعي ما يشير إلى اتهامها لواشنطن بانتهاك القانون الدولي وتنفيذ عمليات عسكرية لا تستند إلى أي نوعٍ من الشرعية الدولية ودون إجماعٍ أو تفويضٍ من مجلس الأمن المعني بحفظ الأمن والسلم العالمي.

ومثل الاجماع الدولي على رفض العدوان على اليمن صفعة لم تكن تتوقعها أمريكا التي سعت ومعها حليفتها بريطانيا من خلال استهداف اليمن توجيه رسائل لقوى دولية مثل روسيا والصين تشير إلى أن العالم أحادي القطبية ما يزال قائماً وأن واشنطن ما تزال تنفرد بالهيمنة والسيطرة على القرار العالمي وأن بإمكانها تغيير السياسة الدولية وإخضاع دول العالم واجبارها على تقبل سياساتها والدوران في فلكها.

لكن رسائل واشنطن التي سعت لإيصالها عبر توجيه أساطيلها ومقاتلاتها لشن عدوان على اليمن سرعان ما انقلبت ضدها وتحولت إلى سلاح ذو حدين وفوجئت به ينغرس في خاصرتها من خلال الادانات الدولية الواسعة التي أسقطت مزاعم أمريكا وحججها في حماية وتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ما تجلى في بيانات الإدانة التي صدرت عن العديد من الدول وفي مقدمتها روسيا التي قالت إن أمريكا حاولت الحصول على غطاء قانوني من مجلس الأمن يمنحها الحق في شن عمل عسكري على اليمن لكن محاولاتها باءت بالفشل، وبالتالي فإن ما قامت به يعتبر عملاً غير شرعي من وجهة نظر القانون الدولي.

أمريكا وبمزاعم حماية الملاحة الدولية جاءت إلى البحر الأحمر لحماية إسرائيل والدفاع عن مصالحها التجارية وتحويل أنظار العالم عن العدوان الهمجي وجرائم الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني المدعوم سياسيا وعسكريا واقتصاديا من قبل الحكومات الغربية، من خلال افتعال صراع في البحر الأحمر، وبذات المزاعم جاءت بريطانيا بمشاريعها وأطماعها في استعادة سيطرتها على باب المندب وتسعى للسيطرة عليه منذ طردها من جنوب اليمن ورحيل آخر جنودها في الثلاثين من نوفمبر عام 1967م.

لكن ورغم كل المبررات والعناوين التي سوقت لها واشطن وسعت من خلالها لتكوين تحالف عسكري دولي يضم أكثر من 30 دولة إلا إن احجام الكثير من الدول ورفضها الانضمام لتحالفها المزعوم لم يمثل عنوانا بارزا لفشلها السياسي والعسكري وانهيار ثقة العالم بها بقدر ما أكد انكشاف مخططاتها للكثير من الدول التي أدركت أن واشنطن تسعى لتجنيدها واقحامها في صراعٍ ينتهي إلى خدمة مصالح أمريكا وتحقيق أطماعها في الهيمنة على ممرات التجارة العالمية، الأمر الذي دفع واشنطن للتغطية على فشلها السياسي وحفظاً لماء وجهها أعلنت عن تحالفٍ هزيل ضم عدة دولٍ لكن تحالفها سرعان ما تفكك وتلاشى وتركها تبحث في سعير البحر الأحمر عما يدفئ صقيع واشنطن.

فشلت أمريكا سياسيا وعسكريا مثلما فشلت في جر دول العالم إلى حربها المزعومة في البحر الأحمر والحصول على ممولين لتغطية تكاليف معاركها كما فعلت في كل ما قادته من تحالفات وتهاوت مزاعمها وأدركت أن أطماعها وسيناريوهاتها لعسكرة البحر الأحمر أدخلتها في ورطة لم تكن تحسب لها حساب، وعرت سياستها أمام حكومات وشعوب العالم.