التخطي إلى المحتوى
قوة الأنصار

قوة الأنصار

 

بقلم خليل الحكيمي

 

يفخر اليمانيون بأنهم أحباب الله “قَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ”، وأن الله اختارهم انصارا لرسوله الخاتم، وجعلهم مددا لنصرته ودينه الاسلام. مثلما يفخرون أنهم انصار فلسطين، بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الثابت قولا وفعلا على اعلاء راية الدين ونصرة فلسطين.

 

موقفنا ثابت لأنه في أرواحنا نابت، وهتافنا بالحق صادح لا خافت كما هو فعلنا لنصرته ناصع لا باهت. إنها أم قضايانا ومركزها، راسخة في عقيدتنا، لا تفريط بها أو مساومة عليها كما أنها ليست للمزايدة السياسية، ولم تك يوما بالنسبة إلينا شعارا للتهافت على مكاسب أو مصالح، بل ساحة جهاد مع الله.

 

تلك خلاصة تقريبية لخطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله وسدد خطاه- بشأن اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى خاتم الانبياء والرسل محمد بن عبدالله، صلوات الله وسلامه عليه وآله المطهرين .. فلسطين المحتلة، والقدس السليبة، والأقصى المدنس من كيان الاحتلال الصهيوني.

 

لم يتردد السيد القائد للحظة في إعلان موقفه المسؤول والمُشرف والمُعبر عن موقف الشعب اليمني، الداعم لمعركة “طوفان الاقصى” بفلسطين، وتأكيده “دعم وإسناد المجاهدين المرابطين في فلسطين بكل الممكن وعمل كل ما نستطيع”، ورفضه كل الوساطات  والاغراءات لإثنائه عن هذا الموقف المبدئي .

 

لهذا، وليس غيره، كان طبيعيا ان يستحق السيد القائد تأييد الشعب اليمني وكل أحرار الامة الشرفاء، الكامل في هذا الموقف الايماني والإنساني والأخلاقي، وكذا تفويضه للاستمرار في نصرة الحق على الباطل ودعم شعب فلسطين والدعم الكامل لمقاومته بوجه قوى البغي والطغيان وتحالف الاثم والعدوان.

 

قابل السيد القائد الموقف الايماني الشهم والشجاع والمشرف للشعب اليمني وتظاهراته وتبرعاته السخية، برفع مستوى الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني، إلى الوقوف بشكل كامل مع الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأبطال: سياسيا وإعلاميا وعسكريا بالصواريخ والمُسيَّرات.

 

مضى السيد القائد عبدالملك الحوثي بثقة تامة بالله والشعب وتوكل مطلق على الله ويقين بنصره، في خوض “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس إسنادا لطوفان الأقصى”. معلنا “استمرار منع عبور أي سفينة للكيان الصهيوني أو متجهة إليه من مياه اليمن تأكيدا للثبات على الموقف مهما كان حجم الـمواجهة”.

 

ظل لسان حال السيد القائد وما يزال “نحن شعبٌ يثق بالله تعالى، ويتوكل عليه ويؤمن بصدق وعده بالنصر،  شعبُ التضحيات والوفاء، وأحفاد الأنصار والفاتحين، حملنا راية الجهاد في سبيل الله تعالى كما رفعها الآباء والأجداد في صدر الإسلام. وإنَّ شعبنا لا يتراجع عن موقفه الإيماني ولا يخنع للمستكبرين، ..”.

 

هذا مما أعلنه مرارا السيد عبدالملك الحوثي بخطاباته وبياناته. مؤكدا ثبات اليمن على موقفه المبدئي تجاه فلسطين، بقوله: “التحرك الأمريكي الأخير لن يثنينا نهائيا عن موقفنا الثابت والمبدئي والأخلاقي الذي أعلناه منذ البداية إلى جانب الشعب الفلسطيني. التحرك الأمريكي ليس جديدا”.

 

وتتأكد هذه الثقة بالله والشعب في قول السيد القائد: “طالما أن الأمريكي يريد الدخول في حرب مباشرة معنا فليعرف أننا لسنا ممن يخشاه، وأنه في مواجهة شعب بأكمله وليس فئة محددة. إذا أراد الأمريكي أن يمنع الموقف اليمني تجاه فلسطين فهو في مشكلة مع كل الشعب اليمني”.

 

تتجلى اكثر ثقة السيد القائد بالله والشعب وتوكله على الله تعالى وإعداد العدة للمواجهة في قوله: “لا يتصور الأمريكي أن بإمكانه أن يضرب ضربات هنا أو هناك ثم يبعث بوساطات ليهدئ الوضع”. وتوعده: “إذا أرسل الأمريكي جنوده إلى اليمن سيواجه أقسى مما واجهه في أفغانستان ومما عاناه في فييتنام”.

 

كما تتجسد الثقة بالله والشعب واعداد العدة في تحذيره: “أي استهداف أمريكي لبلدنا سنستهدفه هو، وسنجعل البوارج والمصالح والملاحة الأمريكية هدفا لصواريخنا وطائراتنا المسيرة وعملياتنا العسكرية. لسنا ممن يقف مكتوف الأيدي والعدو يضربه، نحن شعب يأبى الضيم، نتوكل على الله ولا نخاف التهديد والعدوان الأمريكي المباشر”.

 

وهذا التحذير، ليس من قبيل التهويل، بل انذار لا تنفع بعده الاعذار، فهو يعني خسائر كبرى لأمريكا تتجاوز استهداف سفنها التجارية وناقلات امداداتها النفطية، إلى سفنها الحربية وقواعدها العسكرية في المنطقة، وشركاتها البترولية وغيرها من المصالح التي تقوم عليها الولايات المتحدة الامريكية ونفوذها.

 

 

#خليل الحكيمي