التخطي إلى المحتوى
اربع مجاعات كبرى خلال القرن الماضي

اربع مجاعات كبرى خلال القرن الماضي
مطهر تقي
تعرضت اليمن خلال القرن الماضي لأربع مجاعات كبرى بسبب توقف هطول الأمطار وانتشار الجدب والقحط وصاحب بعضها إنتشار الأمراض المعدية مما جعل المصيبة اعظم على اليمنيين واهم تلك المجاعات:
١_مجاعة عام ١٩٠٥
عم القحط والجدب غالبية المناطق اليمنية ومات على اثرها عشرات الآلاف جوعا خصوصا في مناطق حجه والمحويت وتهامه وآنس وتعز وأب وصنعاء حتى وصل حال بعض أهالي القرى أن اكلو التبن بعد طحنه ليسدو شيئا من رمقهم وكانت الجثث منتشرة على قوارع الطرق التي ماتت وهي في طريقها تحاول البحث عن ماتأكل وصادف وقت تلك المجاعة حصار الإمام يحيى للأتراك داخل مدينة صنعاء فمات خلق كثيرا فيها من أهالي صنعاء ومن الأتراك حتى أكلوا الكلاب والقطط والخيول والحمير وسمي ذلك الحصار بحوزة النفر.
٢_مجاعة عام ١٩١٣
بعد توقف الأمطار انتشر الجوع وعم وباء الجدري خصوصا بين الأطفال فمات خلق كثير من المواطنين في مختلف المناطق حتى هطلت الأمطار في تعز وأب والمناطق الجنوبية فتخففت المجاعة في المناطق الشمالية وغيث الناس فيها.
٣_ مجاعة عام ١٩٤٣
توقفت الامطار وزاد شحيحها طيلة عام ١٩٤٢ وعام ١٩٤٣ فانتشرت المجاعة في مختلف أنحاء اليمن خصوصا في سهل تهامه الذي اضطر سكانها الطلوع إلى الجبال للبحث عن الغذاء فمات عشرات الآلاف من سكانها وبقية المناطق ومما زاد في ضراوة مآساة المواطنين إنتشار وباء التيفوئيد في عموم اليمن فتضاعفت الوفيات(وقد بدأت هجرة اليهود إلى فلسطين هروبا من المجاعة التيفوئيد) وكانت العاصمة صنعاء قد استقبلت الآلاف من جياع تهامه وغيرها من المناطق واتخذت المساجد مأوى لهم ومكانا لتغسيل وتكفين المتوفيين منهم وقد أدى تجار صنعاء واهل الخير من غيرهم واجبا كبيرا نحو إخوانهم الجياع خصوصا التاجر والمحسن الكبير اسماعيل غمضان رحمة الله عليه الذي انفق كثيرا من الطعام وقماش المريكني (قماش امريكي)لتكفين المتوفين بالرغم من أمر الإمام يحيى لأبنه الحسن الذي كان اميرا على صنعاء بأخراج الحبوب وصرف القماش الإ أن شح وبخل الحسن قد جعل التجار والمتيسرين القيام بواجبهم لسد النقص في الأكل والقماش.
٤_ مجاعة عام ١٩٧٢
انتشرت المجاعة بسبب نقص الامطار في عدد من المناطق وفي تهامه خصوصا فقام التجار بإستيراد عدد من السفن الحامله للحبوب لمواجهة نقص المواد الغذائية ونتيجة للجفاف الشديد وشدة الحر أندلعت الحرائق في عدد من القرى وخصوصا منها المنشرة فيها العشش المصنوعة من القش.
وقد واجه اليمنيون القدماء سنوات الجفاف ببناء سدود المياه في مختلف المناطق لتسد مياها حاجة المواطنين أثناء سنوات القحط والجدب وانقطاع الأمطار كما نقرو في بطون الجبال المدافن ليتم تخزين الحبوب الفائضة عن الحاجة وأخراجها عند الشدة كما استخدمت بعض تلك المدافن لحفظ المياه كخزانات او صهاريج حافظة للماء وقد استمر اليمنيون في المحافظة على تلك المدافن حتى نهاية الستينات تقريبا فأهمل أمرها وكم اتمنى إعادة إهتمام الدولة والمجالس المحلية بأعادة تفعيل مابقي من تلك المدافن ونقر مدافن جديده في نطاق مدن وقرى سلسلة السراه الجبلية الممتده من شمال صعده حتى جنوب تعز فهي صوامع غلال طبيعية لاغناء للمواطنين عنها خصوصا في زمن انقطاع الأمطار وانتشار حالة القحط والجدب
وأسأل الله أن يلطف بعباده ويستجيب لتوسلاتهم بنزول غيثه فهو رحيم مغيث
2022/6/6