التخطي إلى المحتوى
زلزال افغانستان .. مقارنات علمية وعبر إنشائية

زلزال افغانستان .. مقارنات علمية وعبر إنشائية.

يمن ماكس : م. عبدالملك الشهري

في الساعات الاولى من صباح يوم الأربعاء وتحديدا بعد الساعة الواحدة والنصف ، يضرب زلزال قوته ٥.٩ ريختر ولايتي خوست وباكتيكا مخلفا آلاف الضحايا و المصابين و المشردين ، وللعلم ان هذا المقدار من قوة الزلزال اقل من الزلزال التصميمي الذي يجب ان تصمم على تحمله المباني في تلك البلاد ، ولكن المباني كانت عشوائية وليست مصممة لتحمل قوى زلازل سواءا كانت ضعيفة او قوية .

وبالعودة الى عام ١٩٨٢ ، يوم حدوث زلزال ذمار المشهور والذي بلغت قوته ٦.٠ بمقياس ريختر حسب هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية العالمية ، نجد انه قد سبق لليمن ان تعرضت لزلزال مشابه ، لذا فلسنا في منعة من هكذا انواع من الزلازل .

ووفقا لدراسات تقييم الخطر الزلزالي لليمن ، يتبين ان التسارع الارضي الاعظمي لزلزال متوقع حدوثه يتراوح بين (٠.٢-٠.٢٩) وهي قيم اقل من زلزال افغانستان الواقع حديثا و زلزال ذمار ١٩٨٢ والتي تقدر قيم التسارع الأرضي الاعظمي بين (٠.١٨-٠.٢) .

واستنادا للحقائق العلمية والأمثلة الزلزالية الفعليه اعلاه ، ووفق المعطيات الحالية لواقع البناء العشوائي والفوضى العارمة في اليمن ، نجد اننا غافلون عن اخذ الاحتياطات اللازمة لمثل هكذا مخاطر والسبب هو الجهل المطبق على الناس بأهمية العلم الهندسي في تصميم مختلف المباني في ظل الغياب التام لتنفيذ قانون البناء بكامل بنوده.

ان بناء مباني الخمسة و الستة أدوار المكتظة بالساكنين بدون اخذ المعايير الزلزالية بالاعتبار لهو خطر جسيم يهدد حياة آلاف اليمنيين ، وعليه وبراءة للذمة العلمية والوطنية فاني ارى الاسراع بتنفيذ المعالجات التالية :

١. التطبيق الصارم لقانون البناء ومنع الترخيص لاي شخص مالم يتوفر لديه تصميم هندسي معتمد ومقاول معتمد ومرخص له وعقد اشراف هندسي مع مهندس معتمد وحاصل على رخصة مزاولة المهنة.

٢. تفعيل دور نقابة المهندسين في تصنيف المهندسين وتأهيلهم لمعالجة اوجه القصور العلمي في التصميم الزلزالي ان وجدت.

٣. منع رفع أي أدوار جديدة لأي مبنى الا بعد الحصول على تقرير تقييم زلزالي معتمد يؤكد كفاءة المنشأ لمقاومة قوى الزلازل للارتفاع المستهدف.

٤. نشر الوعي الاعلامي بخصوص هذه المسألة وتبيين اهميتها للمواطنيين.

وختاما أود التوضيح والتأكيد ان الأخذ بالمعايير الزلزالية يكلف حوالي ١٠٪ فقط من قيمة الإنشاء العشوائي والذي يهدر اكثر من ٢٠٪ أحيانا كزيادة عشوائية لا يحتاجها المنشأ نتيجة التنفيذ العشوائي.

م /عبدالملك الشهري
باحث متخصص في مقاومة الزلازل والرياح – جامعة يانجو – الصين
مدرب تصميم زلزالي – جامعة صنعاء كلية الهندسة ٢٠١٦-٢٠١