الهدنة مابين صنعاء وواشنطن
حمدي دوبلة
تمديد الهدنة الانسانية والعسكرية في اليمن، هي من وجهة نظر صنعاء، تنطلق من دافع الحرص، على التخفيف من وطأة الأزمة الانسانية، التي يعاني منها المواطن اليمني، جراء العدوان والحصار الخانق المفروض على البلاد منذ نحو ثماني سنوات..حيث أصرّ العدو ولا زال على اقحام الجوانب الانسانية في الصراع، واستخدام معاناة الملايين ورقة للابتزاز والتكسّب السياسي.. لكن هذا التمديد الاضافي للهدنة، لشهرين آخرين، ليس كذلك أبدا، من وجهة نظر واشنطن التي ألقت بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي من أجل التمديد.
لم يعد الهدف الأمريكي خافيا على المواطن البسيط، ناهيك عن المحلل السياسي والمتابع الحصيف للشأن اليمني..إدارة بايدن التي تعهدت ابّان حملة الانتخابات الرئاسية بوقف الحرب على اليمن أصبحت حاليا تحاول باصرار تصوير التوافق على تمديد الهدنة الهشة كانجاز كبير للادارة الديمقراطية وهذا الهدف الواضح يتم تسويقه في الداخل الأمريكي قبيل اجراء انتخابات التجديد النصفية ،أمّا الهدف الآخر الخارجي والذي لا شك سينعكس بصورة مباشرة على حسابات بايدن داخليا فيرتبط بتأمين امدادات الطاقة من السعودية والامارات خصوصا في ظل تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية، لذلك فإن دعوات واشنطن لمن تسميهم أطراف الصراع في اليمن، الى الاستفادة من الهدنة للتاسيس لحل شامل يؤدي الى سلام دائم، ليست نابعة من حرص امريكا على السلام او رحمة باليمنيين، بل تخفي وراء الكثير من الأهداف غير المعلنة لكنها باتت جلية أمام الجميع.. صنعاء تستفيد من الهدنة انسانيا وما فتئت تؤكد استعدادها لسلام عادل وشامل ومشرف يحفظ لليمن استقلاله وكرامته وحقوق شعبه بعكس واشنطن وبقية الخصوم ممن يحاولون التكسب وادراك مصالحهم من أي هدن او اتفاقيات سلام حاضرا ومستقبلا وقد رشح من تلك الاهداف والمطامع الكثير ولا يزال وراء الأكمة ما وراءها!!