التخطي إلى المحتوى
تايتانك ” الشرعية تغرق ، الارتهان ام الانتحار

تايتانك ” الشرعية تغرق ، الارتهان ام الانتحار

محمد عيدروس العمودي

يوم أمس اطلت علينا وكالة سبأ التابعة لعدن ببيان بدا مستغربا ، لكن ومع تتبع الأخبار وظهور المبدأ الذي بني عليه ، رفعت علامة التعجب بفاصلة تفتح أبواب المزيد من اليقين حول حجم الإرتهان لما يعرف ب ” الشرعية ” ، فعند ماما أمريكا كلمة سر أي همسة تزيل العجب العجاب عن سر وعلن ” الشرعية ” .

يوم أمس ، أعلنت تلك الوكالة بأن الحكومة اليمنية بين قوسين ” المرتزقة بالتأكيد والحتمية التاريخية ” توجه القوات المسلحة والأمن برفع الجاهزية والاستعداد للقيام بمهامها في الدفاع عن الوطن واستكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً !! مما يعني السير في طريق الانتحار بعد مرحلة الارتهان للخارج

ولكن ، ما مفاد ذلك الخبر وسط الحديث عن ضرورة تمديد الهدنة والزيارات المتبادلة بين وفدي صنعاء والرياض كمؤشر نحو التهدئة ؟! والإجابة كانت عند الولايات المتحدة .

بالعودة إلى أيام مضت ، فقد عمد الوفد الوطني المفاوض لصنعاء إلى “تسريب” جزء من المباحثات الجارية في العاصمة العمانية مسقط ، تحدث فيها عن عرقلة أميركية لجهود تجديد الهدنة في اللحظات الأخيرة، بعد أن جرى اتفاق بين الفرقاء حول أزمة الرواتب ، كما ذكرت تلك الأوساط بأن الولايات المتحدة أثارت نقطة خلافية جديدة برفضها رفع القيود بشكل كلي عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، بعد أن تم التوصل مع التحالف إلى اتفاق بشأن أزمة الرواتب بما يشمل الجانب العسكري.

يكمن السر في هذا التصرف الأمريكي إلى ابتزاز السعودية التي تشهد العلاقة معها توترا على خلفية قرار تحالف أوبك+ خفض إنتاج النفط، كما صرح  البيت الأبيض قبل أيام بأنه سيراجع علاقاته مع السعودية وسيتشاور في ذلك الأمر مع الكونغرس خلال الأيام المقبلة .

هذا التراجع في العلاقات بين واشنطن والرياض ، قابله تبادل زيارات بين وفدي الأخيرة وصنعاء ، وفيما يقول الإعلام الرسمي للطرفين بأن تلك الزيارات متعلقة بشؤون أسرى الجانبين ، ذهب وزيرالخارجية اليمني الأسبق أبوبكر القربي إلى أن تلك الزيارات وتوقيتها يرجع إلى اتفاقات وتوافقات شملت جوانب واسعة ، وينتظر الوصول إلى صيغة لإعلانها ، بحسب تغريدة له على تويتر.

ووسط تلك التطورات ، بدت ” الشرعية المهترئة ” غاضبة من التقارب السعودي مع صنعاء ، والذي كان بالنسبة لهم ” الموسيقى التي عزفت قبيل غرق سفينة “تايتانك” بلحظات ، وتايتانك هنا الحكومة التي نسميها مجازا ب ” الشرعية ” .

ومن هنا فإنهم يبحثون عن المخرج ، وكان ” حبل النجاة ” في اعتقادهم هو محاولة التطور من أداة للأداة إلى أداة لماما واشنطن ، أو بالبلدي فهم ” يحاولون أن يشبكوا من الرئيسي ” ، ولذلك بني الموقف الذي أوردته وكالتهم على محاولة بائسة  تهدف إلى انتزاع ” فتات رضا ” الولايات المتحدة .

ولكن كالعادة كان غباؤهم هو الفيصل في مواقفهم المرتهنة والتنقل من حضن إلى آخر ، متناسين بأن  امكانياتهم لاترشحهم حتى لأن يكونوا اداة للأداة ، وفي الأخير نحن مع قطيع من أمثال شاه إيران ” بهلوي ” الذي تركته أمريكا يواجه مصيره حين قيام الثورة الإسلامية رغم انبطاحه لها ، وهؤلاء لم ولن يعتبروا ، وهم على ذات الدرب سائرون !!