فإذا جاء وعد الآخرة سقط وعد بلفور !!
بقلم / محمد عيدروس العمودي
في مثل هذا اليوم من العام 1917 م ، صاغ وأعلن رئيس الوزراء البريطاني جيمس آرثر بلفور وعد الحكومة البريطانية الذي عرف ب” وعد بلفور ” بإقامة وطن قومي لليهود على الاراضي الفلسطينية ، وجاء في نصه :
«تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر.»
وعد أسس لإحتلال فلسطين وإقامة دولة الكيان الصهيوني على أراضي بيت المقدس ، وبمرور 105 أعوام على صدور ذلك الوعد ، لابد لنا أن نجعل بيننا وبين البكائيات مسافة ، ولنتذكر وعد الله برجوع الحق إلى أصحابه كما ورد في عدة آيات في كتابه العزيز ،
يقول تعالى في عدة آيات من محكم كتابه العزيز :
– ” فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا”
سورة الإسراء
وقال تعالى :
– ” فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مره وليتبروا ما علوا تتبيرا”
سورة الإسراء
كما قال في آية أخرى :
– { وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَیَبۡعَثَنَّ عَلَیۡهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَن یَسُومُهُمۡ سُوۤءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ }
سُورَةُ الأَعۡرَافِ
نعم ، ألا ترون بأنه عند إسقاط تلك الآيات على أرض الواقع نرى قرب تحقق ذلك الوعد ، وبإلقاء نظرة على وضع الكيان الهش خلال الأيام الراهنة نجد الإتي :
– تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية في الداخل : فبعد أن كانت المقاومة مقتصرة على قطاع غزة الذي يشكل الخطر الداخلي الأكبر ، رأينا مؤخرا تصاعد الإستهدافات للكيان من داخل المناطق الخاضعة لسيطرته أو كما يعرف بمناطق ” 48 ” ، وخلال الأشهر الاخيرة ظهرت فرقة ” عرين الأسود ” التي أذاقت الإحتلال بعضا من بأسها الشديد بعدة عمليات عسكرية خاطفة ، ناهيك عن العمليات المتفرقة التي تودي بحياة جنود الاحتلال بين الحين والآخر وبصورة شبه يومية .
– حزام ناسف يحيط بإسرائيل ” جيوسياسيا مفخخة ” : ابتداء بمصر وشعبها الذي لايزال يحمل فكر المقاومة بقوة ونراهم يفخرون كل عام بالإنتصار في حرب أكتوبر 73م ، ورغم تطبيع سلطاته مع الكيان باتفاقية ” كامب ديفيد ” ، إلا أنك تلحظ بأن وهج روح المقاومة ينبعث من أرواحهم ، مرورا بلبنان ممثلة ب” حزب الله ” الذي أذاق الويل للكيان في حرب تموز 2006 م ، وسوريا العروبة التي تتعرض لقصف إسرائيلي بين الحين والآخر نظرا لمعرفة الكيان بثقلها ، وهو الأمر ذاته الذي دفع بهم إلى دعم التمرد والخراب الذي جاء بصورة ثورة منذ العام 2011 م .
– دول تصل يدها الطولى إلى إسرائيل ومصالحها : وهي دول المقاومة التي لاتمتلك حدودا مع إسرائيل لكنها تستطيع ضربها بصورة مباشرة كإيران عبر صواريخها الفتاكة التي تستطيع ضرب اي نقطة في إسرائيل ، فيما أمتلكت اليمن عبر حركة ” أنصار الله ” مؤخرا ، صواريخ يصل مداها إلى عمق الكيان كما أعلن عن ذلك زعيم الحركة السيد / عبدالملك بدرالدين الحوثي ، إضافة إلى أن اليمنيين قادرين على إلحاق الأذى بإسرائيل من جوانب أخرى ، فموقع البلد يطل على خطوط التجارة الدولية في البحر الأحمر ، وفيما تمر السفن التي تمد الكيان باحتياجاته الإقتصادية عبر المنافذ البحرية اليمنية ، فإن المقاومة تستطيع ضرب مصالح الكيان التجارية بمقتل .
وخلاصة الموضوع ، فإننا نؤكد قرب زوال الكيان الصهيوني ، ونحن الآن بحاجة إلى إحياء الأمل بدل الحسرة على مامضى ، ومايدعم انبعاث الشعور بوعد الله الوشيك بشأن تحرير فلسطين، هو الإضمحلال المستمر في قوة الكيان الصهيوني الذي يقابله تنامي وتعاظم قوة المقاومة .
سنسترد بإذن الله القدس والأقصى بأيدي عباده أولي البأس الشديد ، وإن غدا لناظره قريب !!