التخطي إلى المحتوى
اجتمع الأعرابي مع راعي البقر .. فكانت ” مأساة ” اليمن !!

اجتمع الأعرابي مع راعي البقر .. فكانت ” مأساة ” اليمن !!

محمد عيدروس العمودي

دماء تنزف ، هدم للمنازل على رؤوس ساكنيها ، تشرد ونزوح ، فقر مدقع،  جوع وسوء تغذية ، أمراض وأوبئة تفتك بالجميع ، وحصار من المشتقات النفطية والأدوية .

حرب ” إبادة جماعية ” مدعومة من أميركا والغرب ، أودت بالشعب اليمني إلى براثن أسوأ أزمة إنسانية عرفها التاريخ،  بحسب تقرير سابق للأمم المتحدة،  يقابل تداعياتها الكارثية تغاض غير مسبوق من قبل من نصبوا أنفسهم – كذبا وزورا -أوصياء على حقوق الإنسان وتولي مهام مكافحة الجوع والفقر والتشرد من المنظمات الدولية .

وهاهو تأكيد للمؤكد بشأن تورط دول ممثلة بأنظمتها الحاكمة في تلك الجرائم والإنتهاكات ، وعلى رأس  تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية ، التي كشف تقرير صادر عن صحيفةعاصمتها  ” رأس أفعى الجريمة  ” عن مشاركتها الفاعلة في جرائم الحرب والإنتهاكات التي ارتكبت بحق شعب يستحق حياة طيبة ومستقرة  بما يعرف عنه من مكارم وفضائل تجاه شعوب الدول الأخرى ، لا أن تتم إبادته بهذه الدموية المكتسبة فظاعتها من مزيج ” حقد الأعراب ” و سادية ” رعاة البقر الأمريكيون  ” .

” واشنطن بوست ” كانت شاهدة على أهلها ، ففي أحدث تقاريرها ، أكدت تورط واشنطن في جرائم حرب في اليمن ومساعدة السعوديين لقتل الأبرياء من المدنيين الذين استقبلوا آلاف الغارات السعودية الإماراتية بدعم لوجيستي أميركي ، وبمشاركة مباشرة في بعض منها ، هذا إلى جانب الإشراف على عملية الحصار والتجويع لليمنيين وحرمانهم من المساعدات الإنسانية.

تقرير ” الصحيفة الأميركية” أظهر أيضا استمرار عقود الصيانة التي تم الوفاء بها من قبل كل من الجيش الأمريكي والشركات الأمريكية لأسراب الطائرات التي نفذت عمليات هجومية في اليمن ،  وهو مادفع بالمختصين في الشؤون الدولية للإدلاء بدلوهم في هذا الشأن ، إذ تقول (بريانكا موتابارثي) ، من معهد حقوق الإنسان التابع لكلية الحقوق بجامعة كولومبيا ،  “إن ما يتم تقدمه من دعم لجرائم السعودية في اليمن، لا يخدم أمريكا جيدًا في محكمة الرأي العام، أو في سجلات التاريخ”، في حين قالت (أونا هاثاوي)، أستاذة القانون والعلوم السياسية في كلية الحقوق بجامعة (ييل): “طالما استمرت انتهاكات القانون الإنساني الدولي من قبل السعوديين والمبيعات الأمريكية لدعم هذه العمليات، فهناك مخاوف جدية بشأن تواطؤ الولايات المتحدة في جرائم الحرب السعودية التي نتجت عن ذلك”، بحسب مانقل عنهم تقرير الصحيفة .

ووسط مايتم توثيقه من أدلة وشهادات وبراهين على جرائم حرب التحالف على اليمن  ، فإن تداعياتها الكارثية ستظل شاهدا على قبح وجه الإنسانية العالمية ، ووصمة عار في جبين العروبة والقواسم المشتركة لدول المنطقة التي ، وعلى رغم صمتهم المطبق ، فإنهم لايزالون يلوكونها مرارا وتكرارا في المناسبات والفعاليات والمحافل دون أدنى شعور بالذنب  ، كما ستبقى تلك الإنتهاكات المروعة بحق أبناء شعبنا ، مصدر خزي أبدي يطال من ارتضوا لأنفسهم ارتداء ثوب العمالة من أبناء جلدتنا ، وكانوا أياد التحالف الباطشة بحق الأبرياء ، وبها نهبت ثروات ومقدرات كانت كفيلة ،  لنا ولهم ولكل يمني ، بحياة كريمة دون حاجة لتلطيخ جوارحهم بلعنة الخيانة ودنس الخنوع .