اسـتـقـرار الـيـمــن واسـتـقـلالـه… استـقـرار لـلـمـنطـقـة بـرُمَـتـهـا
بقلم / ️عبدالله علي هاشم الذارحي
لا شك أن استقـرار اليمن واستقلاله يشكل عامل استقرار لدول الجوار وعامل مهم للسلام العالمي في المنطقة بشكل عام ،وأن المخاوف من تحقيق ذلك الإستقرار لليمن الذي تبديه السعودية غير منطقي ولا يَمُت للواقع بصلة ، لكنه يندرج في سياق مصلحة النظام السعودي غير السوي القائم على الأنا والأنانية المطلقة والتعالي على الغير..
جميع الأحداث والمعطيات تبين أن المملكة لا تريد لليمن فقط أي استقرار ، بل ولجميع دول الجوار كذلك، وهذا نابع من السيكولوجية المريضة المتحكمة في نفوس حكامهم ، وهو حب الظهور بروح الكبر والإستعلاء على الغير ، وأن تظل هذه البلدان تابعة مفروض عليهاالوصاية ، وهذه هي عُقدة النقص عند أي نظام يتملكه هذا المرض..
من هذا المنطلق نجد أنه خلال عقود من الزمن حاولت السعودية جاهدة أن يظل اليمن في دوامة صراع لا يستقر له حال ، بل وعملت على تغذية ذلك الصراع بكل الإمكانيات والصور الممكنة متوهمة بأن اليمن سيشكل لها مصدر قلق عندما يستقر حاله ويقوى عوده ، فعملت طيلة الفترة السابقة على الحيلولة بين اليمن والإستقرار، فعانى الشعب اليمني ويلات الصراع الدامي نتيجة هذه السياسة العوجاء والفهم الخاطئ لحكام آل سعود لقضايا اليمن ، مكرسين ومتبنين المقولة الشهيرة لمؤسس مملكتهم الملك عبدالعزيز آل سعود ” شركم وخيركم من اليمن”.
قيل ايضا أن عبدالعزيز آل سعود قال”عزكم في ذُل اليمن وذُلكم في عز اليمن” ، وهذه ضمن وصاياه لأولاده ، فهذه المقولة والسابقة إن كان قد قالهما بالفعل ، فعلى أولاده وأحفاده أن يعكسوها من الوجه الآخر تماماً ، حيث أن استقرار اليمن واستقلال قراره سيشكل وبدون شك عامل استقرار للمنطقة ككل ، فاليمنيون بطبيعتهم الفطرية يحبون السلام ، ولم يكونوا في يوم من الأيام مصدر قلق لجيرانهم والتاريخ يشهد على ذلك.
وعلى العكس تماما ، تجدهم ” أي اليمنيون ” دائما وأبدا يُلبون دعوة الملهوف ونُصرة المستضعف وكانوا خيرة صحابة رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ، بهم انتصر دين الله وعلى أيديهم انتشر الإسلام في كل بقاع الأرض ، وكانوا الركيزة الأساسية في بناء الدولة الإسلامية ، لأنهم يملكون مقومات أساسية لبناء الحضارة…
كما أن استقرار الشعب اليمني واستقلاله سيجعلهم متفرغين بكل امكانياتهم المتاحة للبناء الداخلي ، ولن يشكلوا أي عبء على النظام السعودي أو مصدر قلق له كما يدعون ، بل بالعكس سينشغلون بأعمالهم الداخلية لبناء دولة ذات سيادة متكاملة مثلما بناها الأجداد عندما توفرت لهم الإمكانيات المتاحة.
وعليه ، فإننا نجد قيادتنا السياسية والثورية تطمئن دول الجوار بين حين وآخر بأن اليمن لايشكل تهديد لأي دولة ، فأمنهم من امننا واستقرارهم كذلك من
استقرارنا، فليدعونا وشأننا لانتدخل في شؤونهم ولايتدخلون في شؤوننا ، لكنهم أبَوا ذلك وعَمُوا وصَمُوا ، وقريبا لن ترى الدنياعلى أرضي وصيا إن شاءالله تعالى