مشروع مياه ثقبان .. يا فرحة ما تمت
بقلم: محمد الغيثي:
يتساءل كثير من اليمنيين عن فشل بعض مشاريع المنظمات الدولية في اليمن ، هل المشكلة في عدم الخبرة لدى هذه المنظمات في اختيار الشركات والمقاولين الذين لديهم خبرة كبيرة في مجالها ام ان الخلل يكمن في الجهات المنفذة لهذه المشاريع دون وجود جهات رسمية لها دور رقابي فاعل وملزم.
ما حدث في حي ثقبان بمديرية بنى الحارث بأمانة العاصمة دليل على هذا الفشل ، حيث قامت الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي سيدا ( Sida ) مشكورة بتمويل إعادة تأهيل مشروع مياه للشرب عبر الطاقة الشمسية إلا أنه توقف بعد ستة أشهر فقط من عمله على الرغم انه لا زال تحت الضمان والمحددة بفترة عام كامل.
المشروع الذي يستفيد منه نحو ثلاثة آلاف نسمة من ابناء الحي وأيضاً الساكنين الجدد من النازحين يعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب النظيفة ، وتم تنفيذه وأشراف المنظمة الدولية للهجرة ( IOM )، والمقاول المحلي شركة (اليماني للتجارة العامة والمعدات الزراعية)، بتكلفة 54 مليون ريال يمني نحو (90 الف دولار).
المعروف ان اي مشروع لابد ان يكون له مناقصة بشكل شفاف تتقدم لها مختلف الشركات المختصة بعروضها التنافسية بحيث يتم ارساء المناقصة على الشركة او المقاول الأكثر خبرة والأقل سعراً بطبيعة الحال بعيداً عن اي اعتبارات اخرى.
كما ان اي مشروع يكون له مواصفات تضعها المنظمة او الجهة صاحبة المشروع تكون قابلة للقياس بحيث تستطيع محاسبة الجهة المنفذة ومدى التزامها بهذه المواصفات من عدمه ومن ذلك ان يكون المشروع مستدام اي عمره الافتراضي لا يقل عن خمس سنوات فيما يتعلق مثلا بمشروع المياه الذي نتحدث عنه هنا.
تنفيذ بعض المقاولين او الشركات لمشاريع اكبر من حجمها او ليس في مجال تخصصها يؤدي الى نتائج سلبية وهو ما حصل مع مشروع مياه ثقبان الذي فرح به ابناء المنطقة باعتبار انه سيخفف عن كاهلهم شراء صهاريج المياه (وايتات الماء ) لكن الفرحة ما تمت .
حاولت التواصل مع المنظمة المشرفة على المشروع عبر صفحتها على الفيسبوك وايضاً عملت رسالة الى الايميل الخاص بهم والذي تم وضعه في الصفحة ، الا انني لم اتلقى اي جواب لاستفساراتي التي طرحتها عليهم بخصوص مشروع إعادة تأهيل مياه ثقبان المتوقف.
نتمنى من المجلس الأعلى لادارة وتنسيق الشئون الإنسانية ومكتبه في أمانة العاصمة بشكل خاص ان يكون له دور في حل مثل هذه الاشكاليات باعتباره الجهة الرسمية المعنية بالتواصل والتخاطب مع المنظمات الدولية التي تقول انها تساعد الشعب اليمني ولكنها للاسف تتخلى عنه في منتصف الطريق.
كما لاننسى هنا دور مديرية بني الحارث وعلى رأسها الصديق العزيز الشيخ حمد بن راكان الشريف كجهة رسمية مساندة في متابعة المشاريع المنفذة في المديرية.
بالطبع هناك دور كبير يقع على ابناء الحي يتمثل اولاً في تسديد فواتير المياه الشهرية وعدم التساهل في ذلك كون المشروع يستفيد منه الجميع بلا استثناء وذلك عبر البريد او حساب في البنك يتم فتحه لهذا الشأن ويتم شهرياً اطلاع المشتركين بالمبالغ التي تم تسديدها في مكان عام.
اما قول بعض المستفيدين ان المشروع مولته منظمة دولية فلماذا ندفع مقابل المياه المستخدمة ، فهو كلام غير منطقي فالمشروع يحتاج الى صيانة بين فترة وأخرى لمشاكل قد تحدث في المنظومة الشمسية بسبب الاستخدام المستمر مثل (اصلاح او تبديل الحساس ، الغطاس او انزال قصيب جديدة) وغيرها من الاحتياجات ، ولا بد ان يكون هناك اكتفاء ذاتي لذلك كون المنظمة لن تتكفل بالصيانة بشكل دائم وإلى ما لا نهاية.