اثار اليمن والفئران الجدد
حسن الوريث
مما لاشك فيه أن الإنسان اليمني شيد حضارة من أعظم حضارات العالم القديم ولن يستطيع أحد إنكارها ومن لديه بعض الشك فعليه العودة إلى ما كتب عن اليمن وحضارته ومن يريد التأكد أكثر يمكنه زيارة اليمن ليرى بأم عينه ما يزخر به هذا البلد من تراث وموروث حضاري عظيم شهد له رب العزة جل جلاله في محكم كتابه العزيز كما تحدث عنه المؤرخين في كتبهم وبالتأكيد لا تخلو أي منطقة في اليمن من معالم اثرية تدل على عظمة الشعب اليمني.
هذه الآثار في كافة أنحاء البلاد لهجمة سعودية غاشمة حيث تقوم طائرات العدوان السعودي بقصف تلك الآثار وتدميرها ومحاولة طمس هوية الشعب اليمني وأثاره وحضارته فكلنا تابعنا وشاهدنا كيف أن السعودية استهدفت ومازالت تستهدف وبحقد دفين كل آثارنا في كل المحافظات لم يسلم من عدوانها المساجد والمتاحف والقلاع والحصون والمواقع الأثرية وسبق لمنظمة اليونيسكو أن وجهت نداءات إلى دولة العدوان بالكف عن استهداف المناطق الاثرية اليمنية لانها تدخل في نطاق التراث العالمي الذي يتوجب حمايته وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية المعنية بحماية تراث الإنسانية ولكن لم يتم الاستجابة لهذه النداءات والمناشدات من قبل المنظمة وكل المنظمات الدولية.
وفي اعتقادي ان السعودية باستهدافها الاثار اليمنية تؤكد مدى حقدها على اليمن وأثاره العظيمة ولانه نظام لقيط لا تاريخ له فقد لجأ لتدمير أثار اليمن العظيمة في محاولة فاشلة لطمس هوية اليمن وتاريخها وآثارها وأقول فاشلة لانه مهما عمل فلن يستطيع محو حضارة اليمن التي يشهد لها العالم لكنه فقط قدم نفسه عدواً لئيماً للإنسانية وكل تراثها وأثارها وما يحصل في العراق وسوريا من تدمير للاثار على يد المنظمات الإرهابية الممولة والمدعومة من نظام ال سعود أكبر دليل على هذا الكلام.
ولم يكتف النظام السعودي بالتدمير المباشر لآثار وتراث اليمن فذلك مجرد واحد من الأساليب التي لجأ إليها هذا النظام ومنها تشكيل عصابات النهب والتهريب للاثار اليمنية والتي ظلت على مدى سنوات طويلة تعمل على تهريب الآثار وبيعها وذكر الكثير من الباحثين وخبراء الآثار ان اكثر من مليون قطعة أثرية تم تهريبها ونهبها من اليمن عبر السعودية والإمارات والكيان الصهيوني ويتم عرضها في متاحف أمريكية وأوروبية وكشفت تحقيقات ودراسات تورط تورط العديد من المستكشفين والأكاديميين والدبلوماسيين في تهريب الآثار من اليمن على مدى عقود سابقة من الزمن وبالتأكيد أن هذا العمل الإجرامي لنهب وسرقة اثار اليمن تقوده عصابات دولية تحظى برعاية هذه الأنظمة واياديها التي ظلت تاتمر بأمرها في تخريب وتدمير البلاد ونهب ثرواتها وآثارها.
يقول بعض خبراء الآثار ان تهريب الآثار اليمنية ليس أمرا جديدا لكن عمليات النهب اتسع بشكل ملحوظ خلال السنوات الست الأخيرة مرجعين ذلك إلى سيطرة قوات أجنبية على منافذ البلاد ويؤكدون ان مخطوطات واثار يمنية تباع أو تعرض في متاحف في الخارج وأكثرها في السعودية والإمارات وهذا كله يدل على تورط هذين النظامين في سرقة وتهريب ونهب آثار اليمن ومايؤكده أيضا هو نتائج تحقيقات صحفية عبر وسائل إعلام عالمية أكدت وجود عمليات تهريب منظمة لآثار اليمن عبر عصابات محلية وعربية ودولية تستند إلى غطاء الأنظمة السابقة وبدعم ورعاية من أنظمة السعودية والإمارات والكيان الصهيوني ولم يكن الكشف عن العصابة الأخيرة التي يقودها معمر الارياني إلا دليل واضح على ذلك ويؤكد أن عمليات نهب آثار اليمن تقوده عصابات دولية بتغطية تلك الأنظمة.
لم يكن هذا الفأر الارياني اول الناهبين لآثار اليمن ولن يكون آخرهم فهناك الاف الفئران الذين يعملون لحساب دول العدوان التي تقود عصابات دولية منظمة لهذا النهب وقد كشفت الأحداث والعدوان على اليمن حجم التورط السعودي الإماراتي الصهيوني في عمليات سرقة ونهب آثار اليمن وذكرت تقارير منظمات دولية مهتمة بالآثار تهريب ممنهج تمارسه أدوات وأذرع الامارات والسعودية للآثار اليمنية واعتبرته نكسة للحضارة البشرية والتاريخ الإنساني وبحسب هذه المنظمات الدولية والتقارير اوالتحقيقات لصحفية فإن الإمارات نجحت في تهريب نحو نصف مليون قطعة أثرية وأن قيمة القطع قد تراوحت بين 5000 دولار و100.000 دولار تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام، وقد احتوى متحف “اللوفر – أبوظبي على القدر الأكبر من تلك القطع فيما توزع البقية على متاحف أخرى وعائلات ثرية في الإمارات كما تم بيع الكثير منها في مزادات خاصة في أوروبا وأمريكا.
لن ينجح هؤلاء الفئران الجدد في طمس تاريخ اليمن وحضارته الضاربة جذورها في أعماق التاريخ ومهما قصفوا ودمروا ونهبوا لأن اليمن وتاريخها وحضارتها أكبر منهم وأعظم وسيثبت الشعب اليمني ذلك وسيعيد كل مادمره هذا العدوان الغاشم وستظل حضارة اليمن وتاريخها نبراساً لكل الأجيال وسيبقى الفأر فأراً كما هو دون تاريخ أوهوية لكن سيذكره التاريخ في صفحاته السوداء أنه حاول تدمير حضارة اليمن ونهب ثرواته وفشل لان شعبنا الذي تحرر من التبعية والوصاية واستعاد قراره سيستعيد كل تلك الآثار التي نهبت .